Site icon IMLebanon

النظر بالعين الواحدة

كانت لافتة الانتقادات التي وجهتها الأمم المتحدة الى المملكة العربية السعودية بإدعاء الحرص على حقوق الانسان في اليمن، وهذه انتقادات من الواضح أنها تنطلق من قاعدة سياسية وليست منطلقة من واقع الحرب الدائرة في اليمن والتي وجدت المملكة العربية السعودية نفسها مضطرة الى خوض غمارها رداً لمواقف وتحركات ونشاطات وميليشيات عدوانية كان من شأنها أن تؤذي المملكة في أمنها وفي أراضيها لو لم تبادر الى التصدّي لتلك الحالات الشاذة.

 

ويمكن الملاحظة أنه طوال هذه التطورات اليمنية لم تستخدم المملكة أو أي من الإئتلاف الحليف لها، أي نوع من أنواع الاسلحة المحظر استعمالها دولياً، وهذه حقيقة لا يمكن التنكّر لها، وعلى قساوة الحروب وما يتخللها من المآسي والفواجع والدماء والضحايا، فإنّه يمكن التأكيد أنّ الرياض التزمت بالمعايير الدولية للحروب.

واللافت أنّ النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيميائي ضدّ شعبه عشرات المرّات وأسفر ذلك عن سقوط عدد هائل من الضحايا لالتقاطهم السم الناجم عن الأسلحة المحظرة، لم تقف الأمم المتحدة لتلومه أو توجّه إليه الإنتقاد إلاّ بعد أن ارتفعت الضجة العالمية ضدّ ممارساته، وحتى عندما عوقب هذا النظام اكتفت الأمم المتحدة (ومن ورائها وأمامها أيضاً الولايات المتحدة الأميركية) بأنّ جرى الاتفاق مع روسيا على أن تنقل السلاح الكيميائي السوري، وهو بعشرات آلاف الأطنان، لإتلافه خارج سوريا!..

وهنا يبدو واضحاً الفارق بين الحربين اللتين يخوضهما البلدان: فالنظام السوري يخوض حرباً تدميرية ضدّ شعبه وبلده، والمملكة العربية السعودية تخوض حرباً دفاعية ضدّ ميليشيات وجيوش تستهدف المملكة في مقدّساتها وسلامة أراضيها وأمن شعبها.

وإسرائيل التي تمعن منذ العام 1948، وحتى اليوم، في قتل وتشريد الشعب الفلسطيني، وتطرده من أرضه وتزج بقياداته الوطنية في السجون، وتمارس العسف والجور والعنف والظلم يومياً ضد الفلسطينيين الآمنين، أو من تبقّى منهم في ديارهم وهم قلّة… ومع ذلك لم تتكرّم المنظمات الأممية والدولية بأن توجّه إليها انتقادات جدّية، وحتى عندما يطفح الكيل، ويصبح عدم الإهتمام فاضحاً تصدر عن مجلس الأمن الدولي وعن هيئة الأمم المتحدة قرارات لا تزال حبراً على ورق منذ قرار التقسيم الشهير في العام 1949 وحتى اليوم!

إنّ المملكة العربية السعودية تحارب في اليمن، وهذه حقيقة، فالحرب هناك صريحة ومباشرة وليست تهريباً أو مغلّفة بغطاء الإخفاء، ولكن المملكة كانت قد استنفدت الوسائل كلها قبل هذه الحرب، وهي التي استقبلت الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بعد هربه من اليمن، وأوته وضمّدت جراحه وعالجت الحروق التي أصيب بها جراء التفجير الشهير… وقدّمت النصح للأطراف كافة في اليمن… الى أن تدخلت إيران وأقامت حالاً ميليشياوية تمثلت في الحوثيين ووضعت في طليعة أهدافها الإساءة الى المملكة العربية السعودية وإيجاد شغلٍ شاغلٍ لها في حقلها و… وضدّها! وهذا ما لم تقبله المملكة ولن تقبله أبداً!