IMLebanon

ون مان شو لا يكفي  للخروج من الدوامة !

شهر الانتخابات البلدية سيفتح شهية اللبنانيين على الانتخابات النيابية، ولكنه في الوقت نفسه لن يقدم أو يزحزح الطبقة السياسية مقدار شعرة عن مواقفها المعروفة من قانون الانتخاب. ومن حيث المبدأ، فإن الانتخابات النيابية هي رداء يجري تفصيله على مقاس قامة الشعب اللبناني ككل، ولكن الكتل النيابية المتنافسة حيناً والمتنابذة حيناً آخر، يعمل كل منها على تفصيل ثوب انتخابي على مقاسه ليُلبسه الى اللبنانيين جميعاً… وتكون النتيجة كاريكاتورية، فإما أن يأتي الثوب ضيقاً جداً وقصيراً جداً على قامة لبنان! وإما أن يأتي واسعاً جداً أو فضفاضاً جداً على الكتلة التي فصلته على مقاسها! وليس في الأفق ما يشير الى امكانية أن تتغير الظروف، أو أن تتغير العقليات. ذلك أن الفئة التي جاءت نتائج قانون الستين لمصلحتها وأعطتها الأكثرية التي حملتها الى السلطة تريد تأبيد هذا الواقع الى أجل غير مسمى. والفئات التي تضررت منه تريد التغيير دون أمل كبير بتحقيقه.

***

دخل الجميع في هذه الدوامة وأخذوا يستمتعون ب دوختها، وزاغت أبصارهم فجعلتهم عاجزين عن رؤية عبثية سلوكهم من جهة، وعن ملاحظة الأخطار المحيطة بلبنان وبكل مكوناته من جهة أخرى. وكل المحاولات التي يقوم بها الرئيس بري لكسر هذه الدائرة المغلقة لا تعطي ثمارها حتى الآن ويقتصر المشهد السياسي على رجل واحد يقف على المسرح ويقوم بدور ون مان شو! وأزمة الشغور الرئاسي والتراخي في مفاصل الدولة أخذا يشيعان نوعاً من الخدر اللذيذ في مفاصل الطبقة السياسية، ويشيع في بنيتها نوعاً من التنبلة السياسية التي تلقي الحمل عن ظهرها، وترمي به على أكتاف أخرى، اقليمية أو دولية، أو على كليهما معاً!

***

اللاعب الدولي في المنطقة ماكر وخبيث ومتآمر ويقوم بلعبة إشعال النيران وإطفائها بين منطقة وأخرى الى حين استنزاف كل دولها، فيأتي ويتربع في صدارة الصالون، ضيفاً ثقيلاً على صدور الجميع. واللاعب الاقليمي الأكثر إيذاءً – وهو أكثر من واحد – قوي البنية ومفتول العضلات، ولكنه أحمق ومتهور ويضرب بخار العظمة في نافوخه! وهذه التركيبة الدولية – الاقليمية وصفة لهلاك دول المنطقة وشعوبها بمن في ذلك الذين تورطوا بإشعال نيرانها. واذا كان الشعب اللبناني يتصف بالذكاء – أو يتهم به- فعليه أن يجد طريقة لإيقاظ سياسييه من حالة الدوخة وخدرها ويساعد على رؤية هذا الواقع المدمر. وعليه أن يفعل ذلك قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي الممدد لنفسه، وقبل فوات الأوان!