IMLebanon

عقدة واحدة لا أكثر

كانوا أربعة للمرة الأولى، في العرض العسكري.

وأربعة لا اثنان لدى استقبال المهنئين بعيد الاستقلال.

ولولا اشارة دمثة ولبقة من الرفيق، لبقي شلاّل الاتهامات بحق القادة الرسميين ينهمر ويتواصل وقد لا ينتهي.

لكن استغراب المهنئين، زال بسرعة، وبقي العماد والأستاذ والرئيسان تمام وسعد يرحبون بشلاّل المهنئين، ويفرحون معهم بعودة الحرية، ولو في الشكل والمظهر على الأقل، الى رحاب القصر المهجور منذ عامين ونصف ونيّف.

الله يقطع الفراغ ما أبشعه.

تصوّروا، يا جماعة، ان الكبار الثلاثة اختلفوا على حقيبة مدهنة، واتفقوا على وزارة واحدة، وتفرّقوا للبحث عن حلّ.

هل القصة متوقفة على حقيبة التربية أو على وزارة الأشغال؟

في العام ٢٠٠٥، أراد فرسان الطائفة السنيّة، اختيار رئيس لمجلس الوزراء.

يومئذ، سأل الرئيس حافظ الأسد عمن يريدون لخلافة الرئيس رفيق الحريري.

واستخرج رأيهم بوزير التربية عمر كرامي، فرحبوا بالفكرة.

وبعد بضعة أيام ركب عمر كرامي رئيسا لمجلس الوزراء. من دون أن يركب في البلد حلّ لأزمة الحكم.

وبعد ذلك، استشهد رفيق الحريري، وظلّ طيفه يلاحقه من بيروت الى الرياض وجده.

هل العقدة الباقية في الأزمة تكمن، في ان كل مسؤول نافذ، يريد حقيبة على حاجته وقياسه؟

***

نصف تسوية مرّت بهدوء. العماد عون في رئاسة الجمهورية.

نبيه برّي وفى بوعده لحزب الله.

إلاّ أن رئيس حركة أمل يريد أن يسدّد حسابه للآخرين.

وهذا لن يتأمّن إلاّ بحقيبة للتربية أو الطاقة أو الأشغال ل تيار المردة أو للحزب القومي.

ولكن، صار لكل طائفة حقيبة، ولكل مذهب ذهب خاص!

لكن، التواضع حلّ فجأة، وفي رأي الأستاذ نبيه ان عقدة واحدة باقية، وان الحلّ آتٍ قريبا.

هل ينبت الحلّ، أم تنبت عقدة جديدة بديلا من العقدة القديمة.

***

المخرج باقٍ في يد الرئيس سعد الحريري.

والخوف، ان يتهاوى شلاّل العقد مجددا، فتقع المصيبة.

كانت الكارثة استمرار الشغور سنتين ونصف ونيّف.

هل تصبح العقدة الباقية عصيّة على الحلّ.

الدول، كبيرها وصغيرها، فرحت، عندما طلع الحلّ لبنانيا.

فهل تزعل اذا ما تعذّر الحلّ على أيدي اللبنانيين؟

ذهب الوسيط السعودي، وحضر الوسيط القطري، ورحل الموفد الايراني… والآخرون على الطريق.

هل رحل موسم اليأس، وحلّ موسم الفرج؟!