لم يتأخر الرد الإيراني على الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني! ولم يتأخر رد الحليف اللبناني على الرئيس اللبناني العماد ميشال عون!
أطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله طلقة واحدة، باتجاه ذينك الهدفين في كلمته المتلفزة الأخيرة أول من أمس.. أو بالأحرى تولى بالنيابة عن القيادة «العليا» في إيران، «معالجة» موضوع الرئيس روحاني من خلال قطع الطريق على الأهداف التي ابتغاها من زيارتيه الى سلطنة عُمان والكويت.. وتولى بالنيابة أيضاً عن تلك القيادة العليا، وبالأصالة عن نفسه «معالجة» عهد الرئيس عون منذ بدايته! وحشره في زاوية الاصطفاف الذي لا يستسيغ أصحابه كثرة التلوين: يا أبيض! يا أسود!
قبل الآن، كان الإيرانيون يتولون بأنفسهم تصحيح الشطط «الإصلاحي» وإلزام أصحابه بالاحتفاظ بمواقفهم لأنفسهم وعدم اعتبارها موقفاً رسمياً. اليوم، ولسبب غير واضح تماماً(؟) ارتأوا أن يتولى السيد نصرالله تلك المهمة وبسرعة! وشراسة!: ساعات قليلة فصلت بين انتهاء زيارة روحاني الى الكويت (بعد عُمان) وإطلاقه تلك المواقف التقاربية والتصالحية والنافية لكل ما يلهج به العالم برمّته، وليس أهل الخليج العربي ولا أهل الجوار الإسلامي العام فقط، من اتهامات لإيران مبنية على أدائها وتفاصيله. وبين إطلاق الأمين العام لـ«حزب الله» من لبنان مواقف نارية كافية في ذاتها، ليس فقط لقطع الطريق أمام محاولات الرتق والتواصل والانفتاح، وإنما لتعميق الهوّة القائمة وترسيخ منطق القطع والصدّ والتنافر والتأزيم!
نصرالله ليس تفصيلاً وإنما أساسي في بنية القرار الإيراني. وعبيط أهبل من يفترض غير ذلك. ولذا فإن هجومه المفتوح على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وتحامله العنيف والافترائي على سياساتها والإصرار على الإساءة (المحسوبة) إليها، لا يمكن أن يكون نتاج دافع شخصي ومن عندياته! ولا يمكن افتراض وجود رغبة عنده أو قدرة لديه، على إظهار تنافر وتضاد على هذا المستوى والحجم، مع إرادة إيرانية ما! إذا كانت تلك الإرادة متناسقة مع كلام الرئيس روحاني!
وكلامه، في كل حال، يؤكد قصة الازدواجية الإيرانية ولا ينفيها.. لكن الجديد الذي يحمله (ذلك الكلام) هو في أنه ينقل عوارض تلك الازدواجية الى الخارج بدلاً من إبقائها على وتيرتها المألوفة في الداخل!
والواضح، استطراداً، أن مواقف السيد نصرالله التخريبية للعهد الرئاسي العوني وتوجهاته (وطموحاته) وخصوصاً في شأن إعادة تصويب العلاقات مع السعودية، لم تخفف من وطأتها مواقف الرئيس اللبناني في حديثه المتلفز عشية زيارته الأخيرة للقاهرة، إزاء سلاح «حزب الله» وأدواره.. بل وُضعت تلك جانباً، أمام المعطى الإيراني القائل بضرورة التصعيد، على كل الجبهات! أي أن نصرالله أكد المؤكد (وليس الاتهام!) بأنّه بين إيران وغيرها (أيّاً يكن هذا الغير!) يختار إيران!
.. وتلك أمّ القصص، والباقي تفاصيل!