هل يعود الرئيس سعد الحريري من السعودية بعزم واضح وصارم. باجراء الانتخابات النيابية في الربيع المقبل.
هذا السؤال كان يطوف على ألسنة الناس والشفاه.
والسبب، يعود الى وجود يأس من اجرائها في الغالب، وحماسة لها عند الجميع.
وقبل بلوغ الموعد المحدد، يقول بعض الناس، ان السادس من أيار، كان مناسبة لعيد الشهداء، قبل إلغائه، فهل يكون موعدا لشهادة الانتخابات النيابية.
شهداء الوطن أصبحوا للذكرى بلا عيد، فهل تكون الانتخابات ذكرى وعيدا وإلغاء جديدا.
الناس، تريد الانتخابات.
لكن قبل الانتخابات، ثمة قضايا لا تقل أهمية عنها في هذه الحياة.
والناس، تريد قبل الانتخابات، حلّ الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، وعدم الوقوع في كوارث ناجمة عن مطالب عجزت السلطات المتعاقبة عن وضعها في موقع الحلّ والتنفيذ.
ولماذا تريد السلطة الانتخابات، وهي المسؤولة عن الصوت التفضيلي الواحد، لا عن صوتين تفضيليين، كما يقول وزير الداخلية السابق مروان شربل الذي كان أحد المسؤولين عن القانون الانتخابي الجديد.
ولماذا تريد السلطة الانتخابات، وهي التي أشرفت على قانون جديد للايجارات، يعتبر من أسوأ ما أقدم عليه السادة النواب كما يقول رئيس البرلمان نبيه بري.
هل تريد الامعان في قهر الناس، عبر التوجّه الى أساليب ملتبسة الرؤى، ودفعهم الى المطالبة بنظام أوتوقراطي لا ديمقراطي.
***
وهذه القوانين عند مراجع عالية، بغية تصويبها، والعودة عن الإجحاف اللاحق بالناس، من كل الطوائف والمناطق.
فهل يكون لبنان موحّدا في تلقّف الاهمال، وحكامه يرقصون رقصة الموت على أنقاض آمالهم والأماني.
أيها السادة الحاكمون، وَحِّدوا البلاد في الانصاف لا في الإهمال.
أليس في لبنان، سياسيون أو مشرّعون يُنصفون الجميع، لا فئة أو فريقا منهم، على حساب الآخر؟
سئل مرة النائب فارس بويز في مؤتمر برلماني دولي، عن أسباب كثافة الأزمات الاجتماعية في بلاد الأرز، فردّ بأن الأسباب تعود الى حكام يتعايشون مع الأزمات، ولا يرون بقاءهم إلاّ في استمرارها.
بعد نصف قرن، على ولادة اتفاق الطائف.
وبعد قرابة ثلثي القرن على الاستقلال، يجد كثيرون ان لا خلاص للبنان، إلاّ بالخلاص من الذهنية المتحكّمة بالنظام، وهذا لا يتوافر بالخلاص من الطبقة الحاكمة عبر الانتخابات، بل بارادة جماعية تحمل الى البلاد ذهنية غير معهودة في هذا النظام!!