IMLebanon

واحد – صفر لجعجع على عون!

لا يمكن ان يكون حوار من اجل الحوار. ولم يخطُ العماد ميشال عون في هذا الاتجاه مع حزب “القوات اللبنانية”، او مع الرئيس سعد الحريري، لولا اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي وحاجته الى دعم الطرفين لبلوغ قصر بعبدا. فالحريري قال له سابقا انه لا يستطيع تجاوز الفرقاء المسيحيين حلفاءه في عملية اختيار الرئيس الجديد، وان عون يحتاج في الحد الادنى الى تأييد مسيحي لا يمكن معه للشركاء في الوطن، سنة وشيعة، تجاوزه. من هنا كان الحوار مع “القوات” واعادة التقارب مع البطريركية المارونية.

لكن للحوار حسابات ربح وخسارة، واستمراره وقتا طويلا من دون بلوغ نتائج ايجابية تظهر للعيان، تجعل نعيه امرا مفترضاً. حوار “المسلمين” في ما بينهم، ادى الى تخفيف الاحتقان السائد في الساحتين السنيّة والشيعيّة، ودفع بالخطة الامنية للبقاع قدما، وحشد القوى والامكانات لمواجهة الارهاب الرابض على الحدود، كما في اماكن في الداخل، ورفع الغطاء عن كل “زاوية” حاضنة لهذا الارهاب، وساهم في تحرير بيروت ومدن اخرى من الشعارات الحزبية. ويقول مسؤول امني ان العاصمة لم تشهد اي صدامات في الشارع منذ انطلاق الحوار، وان الغطاء توافر للقبض على كل مطلوب.

في المقابل، ينتظر مسيحيون كثر النتائج على ضفتهم، لكن كثيرين ايضا لا يأملون خيرا من حوار بين رجلين يعرفونهما جيدا، ويعرفون مستوى “التناغم” بينهما، ويتخوفون من ان يكون حوارهما بالواسطة مناورة لإضاعة الوقت في انتظار جلاء معطيات جديدة، قد تسهم في انتخاب رئيس او تحرق مرشحين لمصلحة آخرين. حتى ان البطريرك الماروني دعا جعجع عبر “النهار” في وقت سابق، الى توضيح موقفه من ترشيح عون، لئلا يبني الاخير آمالاً غير واقعية على امكان تأييده والمضي به، مما ينعكس سلبا على الرأي العام المسيحي لاحقا، ويؤسس لحساسيات جديدة.

في حسابات الربح والخسارة، ان جعجع حقق الى اليوم مكاسب من الحوار تتجاوز ما كسبه عون. فقد دفع جعجع عون الى التفاوض معه، والاعتراف به قوة ثانية على الصعيد المسيحي، ملغيا كل دور لباقي الاطراف داخل قوى 14 آذار، مكرسا نفسه الزعيم المسيحي داخل هذه القوى، مما استفز اكثرهم. كما دفعت المرحلة عون الى السعودية، والى بيت الوسط، فشككت في صدقية نياته بعد “الإبراء المستحيل”.

في المقابل ماذا حقق عون حتى الساعة؟ لم ينل اي تعهد من جعجع بتأييده، على رغم كلام كثير عن صفقة على ولاية لعون تليها ولاية رئاسية لجعجع يرفضها الاخير، لأنه يدرك جيدا انها بيع سمك في البحر. وسمع عون كلاماً عن توافق في مجمل الامور ما عدا الرئاسة بيت القصيد، وأثار شكوكاً لدى حلفائه حول إمكان تنازله في ملفات مقابل الرئاسة. لذا يبقى السؤال: “ماذا سيحقق الحوار؟”.