مع تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية فرض التعليم «أونلاين» نفسه أمراً واقعاً على المشهد التعليمي في المدارس والثانويات الرسمية، ولفترة قد تمتد أشهراً عدة حتى بعد انتهاء الحرب، نتيجة تضرر مبان مدرسية عدة آخرها في منطقة الغبيري أمس. ومع أن العام الدراسي بدأ رسمياً في 4 الجاري، إلا أن التعليم عن بعد على وجه الخصوص ينتظم ببطء شديد في أكثرية المدارس والثانويات. فالتحول إلى التعليم «أونلاين» لم يترافق بحسب أحد المديرين المسؤول عن مدرسة رسمية معتمدة كمركز إيواء، مع رزمة قرارات رسمية صادرة عن الحكومة مثل تأمين أجهزة كمبيوتر أو تابليت للأساتذة والأهالي النازحين، وإعفائهم أو التخفيف من الرسوم المتوجبة عليهم للإنترنت، مشيراً إلى صعوبة متابعة التعليم عن بعد في مركز إيواء. وأوضح أن في مدرسته 120 تلميذاً نازحاً يعانون في التواصل مع مدارسهم بسبب ضعف الإنترنت، إضافة إلى مشاكل في الحسابات التي وزّعتها «اليونيسف» على الأساتذة لولوج منصة «تيمز»، إذ إن بعضهم لم يتلقّ رقم حسابه حتى الآن.
أستاذ الفيزياء، حسن قمر، يشير إلى أن غالبية الثانويات الرسمية في الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع لا تزال في طور إعادة ترتيب أوضاعها لجهة جمع المعلومات عن طلابها للانطلاقة في التعليم «أونلاين» الذي لا يُعدّ تعليماً بديلاً ولكنه «أفضل الممكن» في ظل الظروف الاستثنائية. ويلفت إلى أن الموارد التعليمية المتوافرة على منصة «مدرستي» توفّر للأستاذ مواد أولية مساعدة وقابلة للتعديل بالاعتماد على نشاط الأستاذ وخبرته.
ويدعو أستاذ الرياضيات ناجي ياسين السلطات الرسمية إلى ملاقاة الأساتذة والطلاب عند منتصف الطريق وتوفير الأجهزة والإنترنت للتلامذة، وإبقاء بدل النقل مثلاً لتعويض الأساتذة بدل الإنترنت. فيما هموم كثيرة تشغل بال أستاذة اللغة الإنكليزية في ثانوية الغبيري الثالثة، سوزي برجي، النازحة من الضاحية الجنوبية إلى بيروت، ولا سيما عدم الاستقرار في مكان الإقامة، ما يجعل العملية التعليمية صعبة، إضافة إلى فرض الساعات التعليمية المكثّفة في اليوم الواحد. وسألت عمّا إذا كانت وزارة التربية قد أجرت تقييماً للتعليم «أونلاين» الذي اعتُمد خلال جائحة كورونا، وما إذا أجرت تحسينات بناءً على الملاحظات في تلك الفترة.