«سابقة خطيرة»… سياسة معيبة… المتهور … تجاوز الأعراف والقرارات الأمية والقوانين الدولية» الخ…
هذا الكلام أعلاه، لم يقله رئيس فنزويلا، ولا أحدٌ من ألدّ أعداء الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها، ولا بالطبع زعيم عربي، إنما صدر في صحيفة «فايننشال تايمز» اللندنية المشهود لها بالموضوعية والرصانة. وقد قيل وكُتب في دونالد ترامب بعد فعلته الجديدة بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل. وهو نموذج محدودٌ جدّاً عمّا نصِفُهُ بــ»الهبّة» العالمية الشاملة رداً على الموقف الأميركي المستجد!
فأين «المبادرة العربية» للسلام، مبادرة بيروت، مبادرة الأمير عبدالله التي أُعلنت في قمة بيروت عام 2002؟
بل أين «الوسيط النزيه» كما وصف الأميركي نفسه من خلال الدور الذي أسنده ترامب الى «جاريد كوشنير» زوج ابنته «إيڤانكا» الذي كلفه مهمة وساطة بين الفلسطينيين والدولة العبرية في فلسطين المحتلة بحثاً عن السلام المفقود فهل يكون «وسيطاً نزيهاً» صاحب قراري الاعتراف بسيادة الصهاينة على الجولان والقدس؟!
وبعد، ماذا يمنع ترامب من أن يصحو ذات يوم ليعلن أنه يعترف بسيادة إسرائيل على الضفة الغربية؟ عفواً على ما تبقى من الضفة التي يقضمها الصهاينة بمستعمراتهم («المستوطنات») يومياً؟!
وماذا يمنعه من أن يوسّع مروحة «عطاءاته» فتشمل قطاع غزة كذلك؟!
بل ماذا يمنعه من أن يقرر أن لإسرائيل حقاً في السيادة على مناطق لبنانية وأردنية، وربما على عواصم عربية أيضاً!
(وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر فإنّ المرحوم والدي أورثني في جملة ما ورثت، قطعة أرض في قضاء زغرتا – الزاوية تحمل اسم «قبر اليهودي» وكلّي أمل ألاّ يعرف بها دونالد ترامب، خشية أن يطوّبها لإسرائيل بصك تملّك!)
أين صدقية الدولة العظمى، الأكبر في عصرنا؟!
وكيف يأذن رئيس هذه الدولة ذات الجبروت والطغيان، أن تكون منحازة بهذا القدر، ضد حقوق الشعوب، لمصلحة كيان مغتصب قام على المجازر والمذابح والاعتداءات التي لم تتوقف منذ العام 1948 حتى اليوم؟!
لقد مرّ على الإدارة الأميركية منذ قيام «إسرائيل» ثلاثة عشر رئيساً من الجمهوريين والديموقراطيين… ولم يُقدِمْ أيٌّ منهم على الفعلة التي أقدم عليها ترامب! حتى الذين تعهدوا، في المعارك الانتخابية، بالاعتراف بسيادة إسرائيل على القدس (وليس على الجولان) لم ينفذوا «الوعد الانتخابي» بمن فيهم الذين جددوا ولايتهم.
وثمة سؤال يطرح ذاته:
هل هي مصادفة أن الباحثين عن كلمة «أحمق» على «غوغل» تطالعهم صورة الرئيس الاميركي الحالي؟ وفي بعض المواقع نقرأ الآتي: «وعند البحث عن كلمة idiot، أي أحمق، كانت صور ترامب هي أوّل ما تمّ عرضه على غوغل»؟!
«وأثيرت هذه القضية في جلسة استماع لمدير شركة غوغل، ساندرا بيتشاي، أمام الكونغرس.
وسأله أعضاء مجلس النواب الأميركي، إذا كان هذا الربط مثالاً عن التحيز السياسي للموقع فنفى مدير غوغل ذلك».
«وقد تبينت العلاقة بين كلمة «أحمق» والرئيس ترامب في غوغل مطلع هذا العام. ويعتقد البعض أن المحتجين البريطانيين رفعوا أغنية «الأحمق الأميركي» في قائمة الأغاني الأكثر رواجاً في البلاد»..
قديماً قال شاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي:
«لكل داءٍ دواءٌ يُستَطَبُّ بهِ إلاّ الحماقةُ أعيتْ مَن يداويها».