IMLebanon

كتاب مفتوح إلى الصادقين فقط في ساحة رياض الصلح

.. كانت الصورة الآتية من ساحتي رياض الصلح والشهداء، منقسمة الى قسمين: قسم أبيض وآخر أسود، فالقسم الأبيض يجسد المواطنين الصادقين الذين تركوا مناطقهم وطوائفهم ونزلوا يرفعون الصوت ضد هذه السلطة التي أثبتت ترهّلها على الرغم من وجود شخصيات فاضلة فيها، والقسم الأسود يجسد المندسين، نعم المندسين، الممثلين للأحزاب الميليشياوية والذين نصبوا فخاً بين الناس والقوى الأمنية الشرعية.

من هنا، فإن الثورة الحديثة سوف تنتهي إن كانت ضد القوى الأمنية والشرعية وستزهر إن كانت ضد المافيات السلطوية.

.. نعم الثورة هي ضد الفاسدين في السلطة وليس كل من في السلطة فاسداً.

.. نعم الثورة هي ضد الطائفيين وليست ضد الأديان.

.. نعم الثورة هي ضد الوزراء والنواب الحاليين الممدِّدين لأنفسهم وليست مع الوزراء والنواب السابقين الذين يصطحبون أحقادهم ويستبيحون الساحة دون تحريك أي ساكن من قبل من يتعرضون لأي وزير أو نائب يحاول زيارة الساحة.. فحري بالثوار التقدم الى الأمام لا العودة الى الوراء وابتكار شخصيات جديدة تستلم في المستقبل إن كُتب لهذه الثورة البيضاء النجاح.

.. فيا ليت هذه الثورة تكون أشبه بانتفاضة الاستقلال عام 2005، مع تعديل أن المشاركين فيها هم من كل الأطراف وليس فقط من الأطراف التي شاركت في تلك الانتفاضة، خصوصا وأن المطالب المرفوعة هذه المرة هي حياتية ولمصلحة الجميع.

.. ويا ليت هذه الثورة تكون لكل الناس، فيجد المتدين فيها مكانا له كما العلماني، وأن لا يركب موجتها بعض المنظّرين الشيوعيين واليساريين الراغبين بإسقاط نظام ديمقراطي رأسمالي حر.

.. ويا ليت مدونو هذه الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتعاملون مع الناس بطريقة محترمة وجذابة وليست املائية تكفيرية، كما يفعل البعض الذي يعتبر أن الناس ان انتمت الى أحزاب وكأنها قطيع، فالغالبية العظمى من الناس ينتمون أو يناصرون الأحزاب، ودور الناشطين هنا، هو دفع المحزبين أيضا الى الساحة وهو ما سوف يشكل صفعة محاسبتية لهذه الأحزاب.

.. ويا ليت بعض الاعلاميين الذين يُنصح بدخولهم الى عالم التمثيل، يكفّون عن التصرف على أنهم فقط حراس الثورة، فحري بهم أن ينقلوا الواقع كما هو، اذ لا ينفع خلط المواطنين والقوى الأمنية الشرفاء بالمندسين.

.. ويا ليت الجميع يعمل بلا أجندات داخلية وخارجية، فالثورة صادقة ومنظّموها عليهم أن ينحازوا الى الناس وليس الى أي طرف..