Site icon IMLebanon

القلوب مفتوحة والأيدي ممدودة… والله وليّ التوفيق!

 

لطالما انتظرنا بارقة ضوء في هذا النفق الطويل… وها هي قد أتت مع الرئيس سعد الحريري العائد، فأل خيرٍ للبنان واللبنانيين الغارقين في الإحباط والقنوط.

نادرة جداً هي المحطات التي يعترف فيها قياديٌّ لبناني بأنَّه يعرِّض نفسه وموقعه للمخاطرة، لكنَّ الرئيس الحريري يقول ذلك بكثير من الكِبَر، وهو قَبِلَ بالمخاطرة من أجل لبنان.

السمة الغالبة على الطاقم السياسي في لبنان، بغالبيته، هي أنه يضحّي بالوطن وأهله من أجل مصلحة صغيرة خاصة. ولذلك جاءتنا كل هذه الكوارث، ولذلك تتسع الهوّة بين طبقة السياسيين والحكام في لبنان من جهة، والشعب اللبناني من جهة أخرى. لكنَّ ترشيح العماد عون يثبت أنَّ الرئيس الحريري من قماشة رجال آخرين.

بصفاء نية، مدّ الرئيس الحريري يده إلى العماد ميشال عون، وأعلن التعاهد معه على بناء الدولة، وفق القواعد التي جرى التلاقي عليها، ليكون الجنرال رئيساً لكلِّ اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الإنقسام، سواء جاءت من حليف له أو خصم اختار مواجهته. ويبدو الرئيس الحريري على ثقة في أنَّ العماد عون سيحرص، كما سنفعل نحن، على الإنفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة بالمزيد من أسباب نجاحها.

نعم، بجرأة نادرة فعلها الحريري. ولأنَّ لبنان بلد ديمقراطي، وميزة الديمقراطية أنها تتيح للجميع أن يؤيدوا أو يعارضوا بكامل الحرية وضمن حدود المسؤولية الوطنية، فمن حقِّ أيِّ مواطن أو طرف أن يكون مع اتفاق الجنرال عون والرئيس الحريري أو أن يكون ضدهما، ولكن ليس من حق أحد، ولا من مصلحة الوطن أن يضع أحدٌ العصيّ في دواليب الحل، وتعطيل المبادرات الوفاقية.

فلنتذكر جميعاً ونقدِّر أنَّ أهمية هذه المبادرة الخلاّقة هي في أنها جمعت الأضداد والمتخاصمين في السياسة، فتلاقوا على نقطة واحدة هي المصلحة الوطنية وبناء الدولة واستعادة المؤسسات من حال الموت السريري الذي تعانيه منذ سنوات.

لن ندخل في التفاصيل، ولن نستغرق في التحليلات حول المبادرة وما ستؤول إليه، وهي كثيرة ومتضاربة في هذه الأيام. فالأسابيع المقبلة هي التي ستتكفَّل بحسم الإتجاهات وبلورة النتائج وفرز الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولكن لا بدّ للجميع من أن يقف بديمقراطية، في مثل هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الوطن.

يكفي أن نقدِّر عالياً الموقف الذي عبَّر عنه الرئيس سعد الحريري الذي مضى في خياره على رغم التحديات، ومع إدراكه أنَّه ليس خياراً شعبياً، بل هو مخاطرة فعلية.

حماكما الله دولة الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، وأخذ بيدكما، ندعو لكما بالتوفيق، ومعكما كل العاملين من أجل الخير وإنقاذ لبنان.

والله وليّ التوفيق.