“فتح الباب لانتخاب رئيس للجمهورية ولن يغلق الا بحصوله. المسألة ما زالت في الأفق”. جاء هذا الكلام في لقاء لـ”النهار” مع أحد المرشحين للرئاسة. وهو يعزّز رأيه بان الفرصة اتيحت لاختيار رئيس للجمهورية بعد فشل المحاولات لانتخاب احد مرشحي النادي الرباعي الذي اختاره البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبل نحو 18 شهرا. ويتوقع حركة اتصالات مكثفة دولية واقليمية ولبنانية سترتفع حرارتها مطلع العام المقبل لاختيار احد المرشحين من خارج “النادي” بعد “اسقاط” احد أعضائه النائب سليمان فرنجيه الذي ينتمي الى قوى الثامن من آذار على يد القوى المسيحية التي تضم المرشحَـين ميشال عون وسمير جعجع وحزب الكتائب.
وهو يهزأ من التحديد الذي يجري تداوله للرئيس القوي من انه هو الذي يتمتع بتمثيل شعبي كبير وتمثيل واسع في مجلس النواب. وأوضح ان من يراجع حيثيات رؤساء الجمهورية الذين تعاقبوا على ملء هذا المركز منذ الاستقلال يجد ان احدا منهم لم تتوافر فيه مقومات هذا التحديد. ويرى ان الرئيس المطلوب في هذا الظرف الذي تجتازه البلاد هو “الرئيس الحكيم القادر على ان يحصّن لبنان من حرائق الأزمة السورية التي اقتصرت تداعياتها عليه باللجوء البشري الهائل الذي هو الأكبر عددا بإعتراف الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن ومنظمة الامم المتحدة وما ينبثق منها كالمفوضية العليا للاجئين. ويرى ان المرشح الجيد المطلوب في الوقت الحاضر هو الحكيم الذي يمكن ان يوفّق بين التيارين الاقليميين سياسيا، وقد برهنت المحاولات التي بذلت طوال الفترة الزمنية للشغور الرئاسي ان المرشحين الأربعة الذين حصرت بكركي بهم أحقية الترشح فشلت وابقت أبواب قصر بعبدا موصدة مدة طويلة ولا تزال. ونقل عن نواب في قوى 14 آذار ينتمون تحديدا الى “القوات الللبنانية” وساهموا في تعثر ترشيح فرنجيه “ان ليس صحيحا ان الأقطاب الأربعة اتفقوا امام الراعي على ان يساعد الثلاثة الآخرون احدهم بترشحه للرئاسة على قاعدة ان يؤمن تأييدا قويا من القوتين السياسيتين الرئيسيتين”. ويدعم موقفه بالقول ان اثنين من رباعي بكركي ترشحا ضد بعضهما البعض وعطّلا النصاب القانوني لعقد جلسة انتخابية تحمل الرقم33. ثم ان الجديد في هذا التعطيل هو استعداد فرنجيه للترشح بعد عون وهما من القوى السياسية نفسها الحليفة للرئيس بشار الأسد. وسألوا أين التفاهم الماروني – الماروني الرباعي الأضلاع الذي تكرس في بكركي؟ ووفقا لهؤلاء انه “يجري في الوقت الحاضر ترميم الخلل الذي طرأ على العلاقات القوية بين جعجع والحريري بسعي الأخير الجدي لترشيح فرنجيه للرئاسة منذ ان التقاه في باريس قبل حوالى شهر، على رغم انتمائه الى قوى الثامن من آذار وصداقته القوية بالاسد ، والدليل على ذلك زيارته الاخيرة له يوم الأحد الماضي ، إضافة الى ذلك النفور الذي نشأ بين عون وفرنجيه من جراء حركة الأخير الذي لم يتوقف عن إرسال وفود الى عدد من القيادات السياسية ليشرح موقفه من انه جاهز للرئاسة اذا عزف العماد عون عن ترشحه.
ولفت الى ان من دلائل التعثر عدم اعلان الحريري تأييده لترشح فرنجيه، ولا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، وهما الطباخان الرئيسيان بدعم خفي من الرئيس نبيه بري.