IMLebanon

حرب مفتوحة أم ردّ محدود؟

 بعيداً عن الجو الساخن الذي فرض نفسه على البلد، في أعقاب العملية الاسرائيلية التي استهدفت موكباً لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في القنيطرة السورية وأدّت إلى استشهاد ستة من كوادر الحزب وستة آخرين من الحرس الثوري، وبعيداً عن ردّ الحزب على هذه العملية ومكانه وزمانه وطبيعته، وبعيداً عن كل الأسئلة الأخرى المطروحة عن انعكاساته على لبنان، وعلى الوضع في المنطقة، يبقى الحوار الدائر بين تيار المستقبل والحزب والحوار المزمع بين الدكتور سمير جعجع والنائب ميشال عون يستحوذ على اهتمام شريحة واسعة من اللبنانيين على ضوء الرسائل الإيجابية التي بعث بها راعي الحوار الأول الرئيس نبيه بري والتي تؤشر إلى حصول تقدم ملموس بين التيار والحزب بالنسبة إلى المواضيع المطروحة على جدول أعمال الحوار من جهة، وعلى ضوء الأجواء الإيجابية التي يشيعها ممثلو حزبي القوات والتيار بين أوساطهم وتنامي الكلام عن تقدّم ملموس في النقاشات التمهيدية الجارية بينهما والتي تؤسس للقاء المرتقب بين الزعيمين المارونيين جعجع وميشال عون.

وإذا صحت هذه الإيجابيات التي يتحدثون عنها، ويشيعونها بين أوساط الرأي العام اللبناني، يكون البلد قد دخل في مرحلة جديدة من التفاهمات السياسية، تدفع في اتجاه التسريع بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد انتظام المؤسسات الدستورية المصابة بخلل كبير بسبب استمرار الشغور في مركز الرئاسة الأولى، بكل ما يعني ذلك من انتقال هذا البلد من مرحلة انعدام الرؤية إلى مرحلة وضوحها ووضعه على السكة الصحيحة التي ما زالت مطلوبة من الدوائر والجهات الدولية التي أبقت مظلتها فوق هذا البلد لمنعه من السقوط في الهاوية.

لكن ما حدث في القنيطرة لا يمكن عزل نتائجه على البلد برمته، وعلى كل المسارات بما في ذلك مسار الحوارات الناشطة بين مكوناته الأساسية، خصوصاً وأن كل المؤشرات والمعطيات تدل على أن حزب الله لن يسكت على الضربة الاسرائيلية وسوف يردّ عليها من دون أن يعرف حتى الآن مكان هذا الردّ، وهل سيكون من الجولان السوري أو من الجنوب اللبناني، كذلك زمانه وطبيعته، بمعنى هل سيكون رداً محدوداً لا يترك ردود فعل اسرائيلية كبيرة كما حصل في السادس من تموز 2006 والتي كبدت هذا البلد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات بقي يعاني لبنان من آثارها عدة سنوات، أم سيكون حرباً مفتوحة يعلنها الحزب ضد العدو الاسرائيلي ما يعني قلب الطاولة على الجميع والدخول في مجهول ما يمكن أن يترتب عن هذه الحرب من انعكاسات ونتائج سلبية مدمّرة على كل المستويات.

إنها أسئلة مطروحة ولا بد من طرحها غير أنه من المبكر الجواب عليها ما دام حزب الله الذي يملك وحده حق الردّ على هذا العدوان الغاشم يلتزم الصمت حول طبيعة الردّ ومكانه وزمانه وحدوده.