Site icon IMLebanon

إنفتاح الباب السياسي على الإنشقاقات والتحالفات!؟

بعد تفاهم حزبي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، خرجت من صفوف قوى 14 اذار، اصوات تعبّر عن عدم ارتياحها لهذه الخطوة، لأنها وفق اصحاب هذه الاصوات، لن تكون في مصلحة فريق 14 اذار، على الرغم من ترحيبهم بمصالحة الحزبين، التي يفترض ان تعطي المسيحيين قوة دفع كبيرة على الساحة اللبنانية، لاعادة الحقوق الى المسيحيين في الادارة العامة، وفي مجلس النواب، وفي الحكومات، دون ان يلغي ذلك ان شخصيات واحزاباً مسيحية مستقلّة، ومنضوية في تكتل 14 اذار، تخوّفت من ان يجتاحها تسونامي القوات والتيار الوطني، فلجأت دفاعاً عن نفسها الى الهجوم على تحالف الحزبين، وكان ذلك اول انشقاق عملي في قوى 14 اذار.

الانشقاق الثاني حصل بعد ترشيح القوات اللبنانية، العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وترشيح تيار المستقبل للنائب سليمان فرنجية، وكشفت جلسة انتخابات العماد عون رئيساً للجمهورية، وقوف عدد من النواب المحسوبين على 14 اذار ضد عون، امّا بالورقة البيضاء او باسقاط اوراق تحمل اسماء تعابير معيّنة او اسماء اشخاص لا علاقة لهم، لا بالنواب ولا بالترشيحات.

نار الخلافات داخل 14 اذار، ظلّت تحت الرماد، الى ان بدأ البحث عن قانون جديد للانتخابات، واعلان الرئيس عون أن سلاح المقاومة الاسلامية ضرورة للوقوف في وجه العدو الاسرائيلي، لأن الجيش اللبناني غير قادر بعد على ردع الاعتداءات الاسرائيلية، حيث تشكّلت حركة تصحيحية من بعض شخصيات اعضاء في الامانة العامة لقوى 14 اذار، وشخصيات من خارجها، اطلقوا عليها اسم «14 اذار – مستمرون» بقي امين عام قوى 14 آذار.

الدكـتور فـارس سعـيد بعيداً عنها تنظيمياً، لكنه قريب منها عاطفياً، وكان الانشقاق الثالث، بعد ابتعاد بعض الشخصيات السيادية عن محاور الانشقاق والالتزام بمبادئ انتـفاضة 14 آذار وثوابـتها.

* * * *

هذه العودة الى الانشقاقات في البيت الاربعتش اذاري، فرضت نفسها، بعد اللغط والغبار حول رسالة ما سمّي «بالرؤساء الخمسة» الشيخ امين الجميل، العمـاد ميـشال عون، ورؤساء الحكومة السابقين، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، وتمام سلام، الى قمة الملوك والرؤساء العرب التي عقدت في الاردن، وابدوا بواسطتها رأيهم وتصـوّرهم للاخطار التي يواجهها لبنان واللبنانيون، والتي اثارت زوبعة من الردود الغاضبة، من حزب الله وحلـفائه، ومن التـيار الوطني الحر، ومن بعض وزراء تيار المستقبل ونواب، تناولت الرؤساء الخمسة بالتحقير الشخصي وباتهامات العمالة والارتهان والتآمر، ردّ عليها النائب السابق مصطفى علوش بأن مضمون الرسالة يعبّر، عن موقف اكثرية اللبنانيين، كما اشاد بها النائب والوزير السابق احمد كرامي مثمّناً شجاعة «الرؤساء الخمسة الكبار»، كما ان امين عام قوى 14 اذار فارس سعيد غمز من قناة الرئيس عون بقوله «عليـنا ان نكون اهـلاً للحوار، قبل اعطـاء العـرب دروسـاً به».

المفاجئ بالأمر، ليس موقف الجميل وسليمان والسنيورة وسلام، فالاربعة امّا من صلب 14 آذار، او قريبون منه، وموقفهم من سلاح حزب الله معروف، ولكن المفاجأة كانت بانضمام ميقاتي الى هذا الموقف، وتأييد كرامي وعلوش له، ما يمكن ان يفتح باب الانشقاقات والتحالفات على مصراعيه، فيشهد لبنان مشهداً آخر، يختلف تماماً عن مشهد 8 و14 اذار