IMLebanon

«خارطة الطريق» الحريرية.. انفتاح وتمسك بالثوابت الوطنية

 

كانت اطلالة الرئيس سعد الحريري أمس في حفل اعلان مرشحي «تيار المستقبل» للانتخابات النيابية المقررة في السادس من ايار المقبل، بالغة الأهمية في التوقيت وقد طال انتظار هذه الطلة.. كما وفي المضمون، وقد شكلت «خارطة طريق» حدد فيها موقفه وموقف «تيار المستقبل» من هذا الاستحقاق، الذي طال انتظاره..

 

في قناعة من تابع الاستعدادات عن قرب، لهذا اليوم، ان الرئيس الحريري أراد ان يطل على اللبنانيين ليس ببيان انتخابي يلعب على المشاعر، ولبنان احوج ما يكون الى الاعتدال والعقلانية في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر التي تحيط به من كل جانب..

 

على مدى الأيام الماضية عكف الرئيس الحريري على متابعة واستقراء مواقف سائر الافرقاء اللبنانيين، ولم يكن في ذهنه من مواقف وخيارات مسبقة سوى التمسك بما كان أعلنه في أوقات سابقة لجهة عدم التحالف مع «حزب الله»، الامر الذي يفتح الباب أمام تحالفات تمتد على مساحة لبنان، ضمن سقوف ومبادئ ذكرها في كلمته أمس وأعاد بها ما كان قاله على فترات سابقة.. والواضح ان الحريري لم يرد «التحالفات من أجل التحالفات»، بل من أجل ان يعطي مجلس النواب الجديد مشروعية شعبية وطنية تتجاوز حدود الطوائف والمذاهب والمناطقية.. ويكون مؤسسة قادرة، بكل معنى الكلمة، على ان تقوم بدورها وواجباتها في التشريع والرقابة والمساءلة والمحاسبة.. وهي قضية افتقدها لبنان منذ وقت طويل.

 

ما أثمرته جهوده واتصالاته، على مستوى «التيار»، كما على مستوى من يفترض أنهم حلفاء وأصدقاء توج بالانفتاح على العديد من القوى والتيارات والاحزاب السياسية كما وبالاعلان عن مرشحي «المستقبل» في الدوائر الانتخابية كافة، ثم بتلاوة «الاعلان الانتخابي» المقسم الى أربعة أبواب سياسية واقتصادية واجتماعية وخدماتية.. وهي مبادئ مستمدة من «ثوابت المدرسة الحريرية» كما من ثوابت تطلعاته وخططه المرتكزة أساساً على «تحقيق أوليات المواطنين اللبنانيين» واستعادة ثقتهم بالدولة، التي باتت في مرتبة متدنية جداً جداً، وصولاً الى اطلاق الشعار الانتخابي لـ»تيار المستقبل» على الاراضي اللبنانية كافة، وفي كل الدوائر.. من دون ان يقفز من فوق مشاعر العديد من «الحلفاء» كما ومن دون ان يتجاوز حدود «ربط النزاع» مع من يرفض التحالف معهم، وبالتحديد «حزب الله».. وهو كان اعتبر قبل أيام، في خلال عشاء تكريمي أقامه على شرفه رئيس الهيئات الاقتصادية محمد شقير بحضور رجال أعمال واقتصاديين وشخصيات وفاعليات بيروتية ان «التوافق السياسي ضروري لتحقيق المزيد من الانجازات والمشاريع الحيوية للبلد». ومشدداً «على أهمية الاستقرار السياسي والأمني لتفعيل الدورة الاقتصادية وانعاش الاقتصاد اللبناني»، الذي يمر في مرحلة دقيقة للغاية.. «ناهيك بالتطلعات الى المؤتمرات الدولية الموعودة لدعم لبنان في قطاعات الكهرباء والنفايات والطرق والمياه والاتصالات والثقافة والطبابة وغيرها.. إضافة الى مسألة تعزيز قدرات الجيش اللبناني وسائر القوى الامنية، في مواجهة تحديات الخارج، المتمثلة بالاطماع الاسرائيلية في الثروات اللبنانية، والمنظمات الارهابية، كما في التحديات الداخلية وتوفير مناخات داخلية آمنة ومستقرة تسمح لمواطني دول الخليج العربي بالمجيء الى لبنان، بما ينعكس ايجابا على القطاع السياحي وعلى الاقتصاد عموماً..».

 

من الثوابت الحريرية، التي أقرت في الحكومة باجماع مكوناتها، أن «سياسة النأي بالنفس» تخفف من التوتر الحاصل مع دول الخليج.. خصوصاً و»أن الجميع يدرك المخاطر التي تواجه لبنان، إن كانت مخاطر اقتصادية او سياسية او مخاطر متعلقة بالاستقرار الامني».

 

لايزال الرئيس الحريري على قناعته «ان تشجيع ودفع كل الاطراف السياسية على الالتزام بسياسة «النأي بالنفس» هو أمر مهم للغاية مع استبعاد ان يكون لبنان يوماً حيادياً مع إسرائيل..» وفي نهاية المطاف لا يجب ان يدفع الشعب اللبناني ثمن بعض المغامرات التي تقوم بها بعض الاحزاب السياسية..

 

يحتل السعي الى «تثبيت الاستقرار السياسي» حيزاً واسعاً في خارطة الطريق الحريرية.. والجميع يدرك «ان لبنان يمر بظروف صعبة جداً، والطريقة الفضلى للمضي قدماً هي ان نحصل على الدعم السياسي لاستقرار لبنان..» وهو على أبواب انجاز الانتخابات النيابية.

 

السؤال الذي يطر وبالحاح، وقد حان وقت الاجابة عليه، يتعلق في شكل التحالفات المقبلة في الانتخابات النيابية.. خصوصاً وأنه في أوقات سابقة اعتذر عن الاجابة عن مثل هذا السؤال، إلا أنه، ومع اعلان أسماء المرشحين على مستوى لبنان، فإن الرئيس الحريري سيكون أكثر انفتاحاً، وهو يقر بوجود تحالفات مع احزاب واطراف سياسية مختلفة، لكن بـ»القطعة».. حسبما تقضيه التوزعات السياسية، لكن ما لا شك فيه ان «التحالف الحالي» او «التوافق» مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وما يمثله هو توافق ثابت وقد «أثبت أنه جيد لاستقرار لبنان.» على ما كان أقر بذلك في وقت سابق «اعلان الباڤيون» أمس.

 

لا ينكر الرئيس الحريري أهمية المصالح الحزبية في أي تحالف او توافق وهو بالتأكيد «يتطلع الى مصلحة حزبنا السياسي («تيار المستقبل») أولاً وسنعمل على هذا الاساس» من دون ان يدير ظهره للتحالفات من أجل ان «تكون لدينا أكبر كتلة «برلمانية..».