كشفت مصادر سياسية مطلعة، أن حزب الله لم يدخل على خط الإتصالات الجارية من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري مع كل المكوّنات السياسية ورؤساء الكتل النيابية والأحزاب، من أجل مراجعة المسودة الحكومية، وإعادة توزيع 4 حقائب، وفق قاعدة جديدة ومعايير مختلفة عن المعايير التي جرى اعتمادها في المسودات السابقة.
وقالت هذه المصادر، أن كل الأفكار والحلول من أجل مقاربة مطالبة الحزب بتمثيل «اللقاء التشاوري»، قد بحثت في الجولة الحالية من المشاورات، والتي لم تتوقّف على الرغم من سفر الرئيس الحريري إلى العاصمة الفرنسية في زيارة عائلية خاصة. وأوضحت أن الأفكار التي حملها الرئيس المكلّف من الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، قد طرحت مع كل الأطراف المعنية، وذلك، في الوقت الذي سيتبلور موقف «حزب الله» إزاءها في الإطلالة الاعلامية المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم.
وبانتظار ما ستحمله الساعات والأيام القليلة المقبلة على هذا الصعيد، فإن الساحة الداخلية باتت على موعد مع تصعيد للمواقف من التصوّر الحكومي الجديد الذي يعمل عليه الرئيس المكلّف، كما أضافت المصادر السياسية المطلعة نفسها، والتي تحدّثت عن تشدّد في موقف نواب «اللقاء التشاوري»، والإصرار على مطلبه بتمثيله بوزير من بين أعضائه، ورفض أي صيغة مطروحة بأن يتّفق النواب على شخصية من خارج «اللقاء التشاوري» لتمثيله، وبالتالي، فإن عدم تسجيل اي تقدّم بالنسبة لهذا المطلب، ورفض العودة إلى الصيغة السابقة التي شكّلت مخرجاً للعقدة السنّية من خلال تسمية جواد عدرا، يعكس استمرار هذه العقدة في المقاربة الجديدة للرئيس المكلّف من أجل تسوية الأزمة الحكومية.
لكن هذا الواقع، لا يعني خروج جولة المشاورات من مدار التفاؤل الذي أطلقه الرئيس الحريري، على حدّ قول المصادر السياسية المطلعة عينها، والتي شدّدت على أن إمكانية التأليف ما زالت متاحة اليوم، كما كانت متاحة طيلة الأشهر الثمانية الماضية. وكشفت أن المؤشّرات لا زالت ملتبسة، ولن تتّضح إلا بعد اجتماع الرئيس الحريري مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل من جهة، ولقاء الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من جهة أخرى، وذلك، قبل أن يعود الرئيس المكلّف للإجتماع بزعيم المختارة، الذي لم يبلغه أي ردّ إيجابي أو سلبي بالنسبة للصيغة الوزارية الجديدة، والتي سيتم تبادل وزارتي البيئة والصناعة ما بين حركة «أمل» والحزب الإشتراكي.
وفي هذا السياق، نفت المصادر نفسها، ما يتردّد في بعض الأوساط الحزبية، عن عقبات مستجدّة بسبب عملية إعادة توزيع حقائب معيّنة، وأكدت أن النقاش يجري في إطار من الإنفتاح والإيجابية، لا سيما على مستوى «أمل» والإشتراكي من جهة، والرئيس سعد الحريري من جهة أخرى.