IMLebanon

إحتفال 13 تشرين 23… مُفارقات في الشكل وترداد في المضمون 

 

أسبوع مر على انطلاق عملية “طوفان الاقصى” في مواجهة السيوف الحديدية، على وقع حملات التهديد والوعيد، فيما لم “تبلع اسرائيل نكستها” حتى الساعة، رغم كل “ابر” الدعم الغربي والاميركي خصوصا، في حرب فرضت ايقاعها على العالم وشعَر لبنان بقوة بمفاعيلها، في وقت تترقب الاوساط الشعبية وحتى الرسمية، مسارَ الامور وما اذا كانت اذا كانت حارة حريك ستذهب ابعد في المواجهة المباشرة، تحول بسبب ذلك الى محجة للديبلوماسيين الاجانب، مستكشفين ومحذرين.

 

في هذا الاطار، ظلت زيارة رئيس الديبلوماسية الايرانية حسين عبد اللهيان، مدار متابعة وتحليل، خصوصا ان جانبا كبيرا من لقاءاته بقي بعيدا عن الاضواء، في ظل اتخاذه من بيروت مقرا لاتصالاته، حيث الحديث في الاوساط الديبلوماسية عن زيارته النوعية، والتي حملت اكثر من رسالة، تقاطعت مع رسائل نقلها مسؤول امني سابق الى الضاحية من السفارة في عوكر.

 

في غضون ذلك، بدا لافتا على الصعيد الداخلي اللبناني، بعدما اعتاد الجميع “المناوشات” اليومية على الحدود الجنوبية، احتفال “التيار الوطني الحر” في ذكرى 13 تشرين الاول، التي لم تحمل جديدا على صعيد المواقف التي اطلقها “صهر الرابية”، والتي ابقت “اجر بالبور واجر بالفلاحة”، وان كان ثمة اشارات لافتة ومعبرة على صعيد الشكل من جهة، والمضمون من جهة اخرى.

 

فشكلا، لفت المراقبين جلوس نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الى جانب الرئيس السابق ميشال عون، وهو ما شكل علامة فارقة، في ظل الخلاف العلني بين “دولته” ورئيس “البرتقالي”، وللتذكير فان اول صدام مباشر داخل فريق الرئيس عون في بعبدا كانت بطولته للنائب المتني على خلفية مرتبطة بالمناسبة الحالية.

 

اما النقطة الشكلية الثانية، فكانت لجهة الاحتفال الذي اقيم في كنيسة وداخل مكان مغلق، علما ان التيار يحب لعبة الشارع والحشد خصوصا في هكذا مناسبة، وهو امر وان حمل التيار مسؤوليته الى الله وطقسه، فان ثمة ما غمز من قناة التقرب من دمشق والتخفيف من حدة اللهجة والنبرة تجاهها.

 

اما على صعيد المضمون:

 

اولا: هي في ربط “باسيل” التسوية النهائية في المنطقة ليس فقط بالغاء ملف اللاجئين الفلسطيين، وانما بحل ملف النازحين السوريين، وهو ما يطرح اكثر من علامة استفهام، في ظل الاوضاع الراهنة.

 

– ثانيا: تأكيده من باب “الايحاء” بان الحوار مع الحزب “راوح مكانك”، والزيارات المكوكية انتهت حتى الساعة الى “تي تي تي متل ما رحتي متل ما جيتي”، لذلك كانت “النكوعات”، خصوصا مع تأكيده ان الظروف الراهنة لن تلوي ذراع التيار على الصعيد الرئاسي.

 

– ثالثا: مقاربته “المخففة” تجاه قائد الجيش العماد جوزاف عون اذ تجاهل ذكره مركزا على المؤسسة، وهو ما اعادها المتابعون الى المناسبة اولا، والى الاصداء السلبية في الشارع تجاه الهجوم ضده، لذلك قد تكون اشارة الى المقاربة الجديدة تجاه اليرزة، عشية معركة وراثة قيادة الجيش مطلع العام المقبل.

 

مصادر مواكبة لمواقف التيار اشارت الى ان ميرنا الشالوحي تدرك جيدا ان انفجار الوضع جنوبا في ظل الازمة مع العدو الاسرائيلي سيؤدي حكما الى تقوية اوراق مرشح المحور “سليمان بيك”، رغم تأكيد الاخير لحارة حريك ان تموضع التيار الى جانب المحور قرار استراتيجي لا رجوع عنه، وان اي طعن في ظهر المقاومة في مسأة الصراع مع “تل ابيب” غير واردة تحت اي ظرف من ظروف.