لأوّل مرّة في التاريخ تقف إسرائيل عاجزة ومحتارة… فهي لا تستطيع أن تخسر أمام مجموعة من شباب غزة أطلقوا على أنفسهم لقب «أبطال طوفان الأقصى». وهي تعترف، وعلى لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الاميركي، ان هؤلاء الأبطال اختطفوا 250 مواطناً من 27 جنسية ومن مختلف الطبقات، وقتلت خلال ساعتين 1200 مقاتل إسرائيلي، هذا أولاً…
ثانياً: عشرة أشهر وإسرائيل تبحث عن انتصار ولو بسيط في غزة، لكنها فشلت في تحرير المخطوفين، وفشلت في القضاء على «حماس» كما أعلن ذلك بنيامين نتنياهو علناً.
ثالثاً: في الحرب مع لبنان، أعلن حزب الله منذ اليوم الثاني لعملية «طوفان الأقصى» الحرب على إسرائيل مساندة لأبطال وشعب غزة. وبالفعل استطاع أبطال المقاومة الاسلامية أن يهجّروا ثمانين ألف إسرائيلي من شمال فلسطين، وأن يقلقوا إسرائيل ليلاً ونهاراً فظهرت إسرائيل أيضاً عاجزة عن تحقيق أي نصر في لبنان.
رابعاً: فتح الأبطال اليمنيون جبهة قتال مع إسرائيل ومنعوا أي سفينة متجهة إليها تنقل أي شيء من بضائع أو غيره من الإبحار في البحر الأحمر ما تسبّب بشبه إقفال لمرفأ إيلات.
كذلك، قام الأبطال اليمنيون بإطلاق صاروخ وصل الى تلّ أبيب، أي انه «قطع» مسافة 2000 كيلومتر، وعبثاً تحاول إسرائيل أن تحفظ ماء وجهها ولكن الفشل هو عنوان كل تحرك من تحركاتها.
خامساً: «اخترعت» إسرائيل مجزرة في مجدل شمس واتهمت «الحزب» بأنه هو الذي ارتكب المجزرة، فهرع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ليبرّئ الحزب من هذا الاتهام. فكان هذا العمل صدمة لإسرائيل أضيفت الى مجموعة صدماتها وفشلها.
سادساً: يعيش لبنان أجواء انتظار حرب كبيرة تهدّد بها إسرائيل، وذلك على لسان أكثر من زعيم، وأكثر من قائد عسكري..
طبعاً لا نستطيع إلاّ الانتظار، وهذه الرغبة لدى إسرائيل هي حلم قديم سعت إسرائيل الى تحقيقه، لكنها تقف هذه المرّة أيضاً عاجزة لعدّة أسباب أهمها: إنّ التفوّق الجوّي (بالطيران) الذي كانت إسرائيل تتمتع به لم يعد متوفراً خصوصاً بوجود صواريخ مضادة للطيران عند المقاومة وبكميات كبيرة وفاعلية هائلة، جعلت إسرائيل تتأنّى في القيام بأي عملية قد تنقلب كارثة ووبالاً عليها.
كذلك، فإنّ حرب المسيّرات أصبحت عنوان هذه الحرب بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبين لبنان وبين اليمن… ولكن يبدو ان هناك تطوّراً كبيراً حصل مما جعل إسرائيل أيضاً عاجزة عن تحقيق أي نصر في هذا المجال.
على كل حال، لا بد من الانتظار لأنّ سمة الغدر هي مبدأ أساسي في تركيبة اليهود.
على كل حال، لا بد من أن ننظر الى ما يجري داخل إسرائيل، خصوصاً في اليومين الماضيين من تظاهرات ضد إحدى القواعد العسكرية الاسرائيلية في سدي تيمان ومعسكر بيت ليد.