كتب المحامي محمود حطب:
إسرائيل هذا الصبي المدلّل بأحدث الأسلحة الفتّاكة والمتطورة من الدول الغربية، كل الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا التي ترفع الشعارات الفارغة عن الحرية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كما تتغنّى وصمّ آذاننا بحق المضطهدين بالدفاع عن أنفسهم وطرد المحتلّ، إنّ هذه الدول تثبت بـ(ديموقراطيتها) ذات الوجهين والمكيالين انحيازها الأعمى مع الظالم ضد المظلوم، وتسقط وبكل صفاقة وغدر ما تدّعيه في شعاراتها الرنّانة، وها هي الآن تتنافس لتزويد العصابات الصهيونية بالأسلحة وتدفع بحاملة الطائرات باتجاه المنطقة في محاولة يائسة لإنقاذ الصهاينة المعتدين على الشعب الفلسطيني الأبيّ من قبضة المجاهدين الأبطال الذين مرّغوا جباه الجيش الإسرائيلي الجبان بالعار وأسقطوا شعاره المزيّف بأنه (الجيش الذي لا يقهر).
إنّ هذه الهزيمة المجلجلة للجيش الإسرائيلي وعصاباته والمزلزلة للكيان الغاصب وللمستوطنين الذين يعيثون في الأرض المقدّسة الفساد وهؤلاء جميعاً وعلى قدم المساواة يشتركون في قتل الأطفال والنساء وهدم الممتلكات وتدنيس المقدّسات. نعم إنّ هذه الهزيمة ليست إذلالاً لإسرائيل فقط إنه إذلال لكل الدول التي تدعمها بالسلاح والعتاد والأموال، إنّ معركة طوفان الأقصى التي يشهدها العالم في هذه الأيام المباركة تطوف بنارها وبصواريخ سرايا القدس وكتائب على رؤوس الصهاينة المتباهين بغطرسة القوّة وعلى رأسهم نتنياهو والزمرة الحاكمة، وجعلتهم على يد الأبطال عبرة لكل معتدٍ وظالم.
لقد أكّدت معركة طوفان الأقصى الشريف نهاية الخطوط الحمراء في هذا الكيان المنبوذ وسقوط كل الأسوار والتحصينات والدفاعات، كما أكّدت أمام الجبن الإسرائيلي المفضوح الذي لا يعرف جيشه القتال إلّا بالطائرات والصواريخ لخشيته من المواجهة {لا يقاتلونكم جميعاً إلّا في قرىً محصّنة أو من وراء جُدُرٍ بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} [الآية 14 من سورة الحشر]، وهذا ما نراه في معركة طوفان الأقصى ويظهر جليّاً في بطولة المقاومين المجاهدين وانهزام الجبناء الخانعين الذين من المستحيل يفوق طاقة مجرّد التفكير بالقاعدة الذهبية عند المجاهدين (نحبّ الموت كما تحبون الحياة).
مدير عام الأوقاف الإسلامية سابقاً