Site icon IMLebanon

الرأي والرأي الآخر  في المسألة الداعشية

الرأي والرأي الآخر في عملية الاجرام الارهابية التي تعرضت لها صحيفة شارلي ابدو الفرنسية، بصرف النظر عن الصواب والخطأ في توجهاتها ونهجها. الرأي يقول إنها من أفظع الجرائم الارهابية الهمجية في الزمن المعاصر… وما من رأي آخر في هذه المسألة على امتداد العالم المتحضر، وأهل الانسانية في كل مكان. والرأي يقول إن التظاهرة المليونية في باريس وفرنسا هي الأعظم في التاريخ المعاصر ضد الارهاب، فماذا يقول الرأي الآخر؟ اذا كان ارهاب داعش واخواتها يهدد العالم كما يقولون في أميركا وأوروبا فإن الرد الحقيقي لا يكون بالتظاهر لا بالملايين ولا بمئات الألوف، بل بقرار دولي موحد بالقضاء على الارهاب في معاقله ومخابئه لأن العالم الموحد لا يمكن أن يكون عاجزاً عن اجتثاث الارهاب من جذوره. أما التظاهرة المليونية فتوحي بأن الرد على الارهاب – وتحديداً على داعش – سيكون سياسياً واعلامياً مع ما تيسر مع الضربات الأمنية. وهذا يعني أن داعش بالذات مصلحة غربية ولها دور في العالم العربي، ولم يحن بعد أوان استئصالها… والتظاهرة المليونية وضعت داعش في مرتبة عظيمة جداً، اذ جعلت العالم في كفة وداعش في الكفة الأخرى!

التفسير الالغائي – التكفيري رافق الأديان منذ القدم. والصهيونية الحديثة فسرت الدين اليهودي القائل بأن اليهود هم شعب الله المختار، بأنه يعني الغاء الآخر والقضاء عليه، كما يحدث اليوم في فلسطين، واخترعت اللاسامية كذريعة وكسلاح، وأصبحت مقولة الدولة اليهودية تعني اقامة كيان عنصري وفرضه على العالم! والفكر التكفيري في الاسلام قديم أيضاً. ومن المفارقات المذهلة أن أول من زرع بذوره في الاسلام كان يهودياً! ويقول الدكتور صادق سليم المرجع: السكينة: هل لهذه العقيدة الشاذة والفئة الضالة بعد تاريخي وامتداد مذهبي؟ أي نعم! فلكل قوم وارث، وسلف هؤلاء هم الخوارج، وهو فكر ضارب بطوله وعرضه في التاريخ الاسلامي، وأحدثه عبدالله بن سبأ اليهودي… وقد تمخض عن الفتنة التي استطاع تحريكها بأدواته من الأوباش والسفلة والرعاع ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه بمزاعم مختلفة وملفقة حتى انتهى الأمر بمقتله، فكان لهذا الحدث الجلل تداعياته السلبية ونتائجه الكارثية، دينياً وسياسياً واجتماعياً بما يحقق مطامع الأعداء…!

أليس هذا ما يحدث اليوم مع رعاع هذا العصر الذين يجندهم الارهاب بذرائع الفتنة التاريخية نفسها، واستطاعت المخابرات الأميركية والصهيونية المتداخلة مع بعضها بعضاً أن تقاتل أعداءها بكل الوسائل المتاحة وعلى رأسها تحريك الفتنة في الاسلام بحيث يتحولون الى أغيار يقتلون أغياراً أو الى عرب يقتلون عرباً، ومسلمين يقتلون مسلمين؟! وللحديث صلة…