IMLebanon

الحرب ليست قدَراً  

 

 

هل باتت الحرب الواسعة بين حزب الله والعدو قدَراً محتوماً؟

 

يبدو هذا السؤال على كل شفة ولسان في وطننا المنكوب. يتطارحه مَن يعرف ومَن يجهل. الذين يريدون الحرب، وهم القلّة، والذين لا يريدونها. الصحافي يطرحه على المسؤول وهذا الأخير يردّ بالسؤال ذاته على الصحافي. المرأة ترمي به زوجها منذ أن يفتح عينيه، وتكرّره قبل أن يغمضهما ليلاً الخ…

 

في الواقع أنّ أحداً لا يملك الجواب الشافي، ولا حتى سماحة السيد حسن نصرالله الذي ترك «الدحرجة» الى مقتضيات الميدان ومستجدّاته. السفّاح نتانياهو، نفسه، هو أيضاً قد لا يملك الجواب القاطع، لأن القرار النهائي ليس في يده بالرغم من العنجهية الفارغة والانتفاخ الكاذب، ذلك أن القرار هو في يد البيت الأبيض وتتحكّم فيه مصلحة تجو بايدن الانتخابية الرئاسية وليس هلوسات رئيس وزراء العدو.

 

أخبرنا ديبلوماسي أوروبي غربي أن حكومة بلده أوكلت الى مؤسسة دراسات واستطلاع رأي لبنانية (كشف لنا عن اسمها) إجراء استبيانٍ للرأي في لبنان، والى شركة مماثلة في فلسطين المحتلة طالبة الإجابة عن سؤال واحد: «هل أنت مع الحرب أو ضدها؟».

 

في الآتي مختصر عن الأجوبة في كلَي البلدين:

 

في الأراضي المحتلة شبه إجماع بين فلسطينيي 1948 على رفض الحرب على لبنان بنسبة قاربت 90 في المئة. في فلسطينيي الضفة الغربية تدنّت نسبة الذين يعارضون الحرب على بلدنا الى 73 في المئة. اليهود مع الحرب بأكثرية 64 في المئة، وتبلغ نسبة المقيمين في الجليل والمناطق المحاذية الى الحدود مع لبنان الى 72 في المئة.

 

أمّا مختصر مضمون استبيان الرأي في لبنان فكان 85 في المئة يعارضون توسيع تدحرج الحرب في المطلق. واللافت الملاحظة التي سجّلَتها الجهة الرسمية التي أوكلت الى المؤسسة اللبنانية المختصّة اجراء الاستطلاع، وهنا تعريبها حرفياّ:

 

«لم يكن رفض المواطنين اللبنانيين من الشيعة أقلّ بكثير من مواطنيهم المسيحيين والسنيين والدروز».

 

إشارة أخيرة الى أن المنطقة التي جرى استطلاع الآراء فيها اقتُصرت على بيروت وجبل لبنان بما فيه الضاحية الجنوبية.