IMLebanon

ترهيب المعارضين مستمرّ والسلطة على خطى “البعث”

 

تحاول السلطة اللبنانية إخفاء عجزها عن المضيّ في أي حلّ، أو إظهار النية في اتخاذ أي خيار قد ينقذ ما يمكن إنقاذه ويحد من الخسائر االناجمة عن الإنهيار، عبر السعي لإسكات المعارضين. إذ باتت تنفذ على الأرض بعض تهديدات رئيس الحكومة ووزرائها وقضاتها التي تلوم الصارخين قهراً وتحمّلهم مسؤولية تداعيات فشلها وتتوعدهم بسوء العاقبة. وللأسف يبدو أن السلطة باتت تنجح في ترهيب المعارضين عبر أكثر من أسلوب. وتتورط في محاولات الترهيب أجهزة أمنية، لا عبر الاستدعاءات فحسب، بل عبر حملات تقصي معلومات عن معارضين تقوم بها هذه الأجهزة، وهو ما كشفه لـ”نداء الوطن” عدد من المعارضين في أكثر من مناسبة.

 

والجديد هذه المرة محاولة التّرهيب التي كشف عنها الإعلامي في موقع “درج” شربل خوري. بعد أن تعمّد عناصر من مخابرات الجيش إيصال خبرٍ له بوجود مذكّرة بحثٍ وتحرٍّ بحقه بتهمة المس بهيبة الجيش، في محاولة لترهيبه، وفق ما يقوله لـ”نداء الوطن”.

 

ويعيش خوري وغيره من معارضين وصحافيين اليوم حالة من الترهيب والخوف من خطر تمادي السلطة في قمعها كلما تعمقت أزمتها. ويشبّه البعض الأسلوب المتّبع في تقصّي معلومات عن معارضين من قبل الأجهزة الأمنية، بالأسلوب الذي اتبعته أجهزة الأمن السورية لملاحقة المعارضين. أمّا السبب وراء ملاحقتهم بهذا الشكل فيعيده إلى منشورات عدة كتبها في صفحته على “فيسبوك” ينتقد فيها أداء الجيش وقتله للشاب فواز السمان، أثناء الإحتجاجات في ساحة النور في طرابلس، أواخر نيسان الماضي.

 

“كتبت منشوراً يصف قتل فواز بالاغتيال، وانتقدت الازدواجية في تعاطي الجيش مع المنتفضين من جهة ومع من ينادون: شيعة شيعة شيعة وقلت إن الجيش يخاف منهم”. وقبل التمكّن من التحقّق من الخبر الذي وصله بوجود مذكرة بحث وتحرٍّ بحقّه، سارع خوري لنشر الخبر عبر “فيسبوك”، في محاولة لاستباق أي اعتقال أو أذى قد يتعرض له، وأعلن نفسه “هارباً من وجه اللاعدالة”. وأمس تواصلت المحامية الموكلة الدفاع عن خوري بالجهات المعنية لتكتشف عدم وجود أية مذكرة بحث وتحرٍّ، وفق خوري. وهو ما اعتبره “تقصّد إيصال معلومات مغلوطة بهدف الترهيب”.

 

ويؤكد الشاب الذي اعتاد استدعاءه من قبل مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، على خلفية منشوراته، تعرّضه للرّصد والمراقبة منذ حوالى الشهر، “علمت من مصادر مختلفة بأنهم يجمعون معلومات عني وعن اهلي ويسألون عن ميولي وميولهم السياسية وعن مكان إقامتي. فهل هو تمهيد من أجل بدء الملاحقات؟ ما يحصل خطير وهم يدفعوننا إما للسّكوت او للاستسلام أو للهجرة”.

 

 

وكغيره من المعارضين، يتخوف خوري من أن “يستشرس هذا النظام أكثر في مواجهتنا، فهو يستمر في نهج ميشال عون بالقمع”. ويبدو خوري ورغم تخوفه من تعرّضه للاعتقال عن طريق الخطف، وفق وصفه، مصرّاً على التمسك بحقه بالتعبير بحرية، فيعتبر أن “هذه الدولة هي دولة “حزب الله” وأن عون واجهة لها”.

 

ويبدو أن محاولات الترهيب هذه تنجح في كثير من الأحيان في استباق حركة الشارع وتراجعها، خصوصاً وأنه بات يشهد انتشاراً كثيفاً للجيش والحواجز الأمنية عند كل ارتفاع في سعر صرف الدولار، أو كل دعوة للتظاهر. ويترافق الشعور بالخوف وعدم الأمان مع شعور بالإحباط. وبات بعض المعارضين يطرحون السؤال حول كيفية مواجهة هذه الإجراءات والخطوات الواجب اتخاذها للحفاظ على ما تبقى من حرية.