Site icon IMLebanon

فرصة انتخاب فرنجية قائمة… وتحتاج الى الدعاء

هل عاد الاستحقاق الرئاسي الى دائرة الدعاء والصلاة؟

لا شك ان تعثر مبادرة انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية قد قلّل من حظوظ ترجمتها قريباً. لا بل ان معارضيها اخذوا يفركون ايديهم بسعادة، باعتبار انهم كسبوا الجولة الاولى والمهمة في فرملة انطلاقتها الصاروخية.

وفي قراءة لما آلت اليه هذه المبادرة على ضوء المواقف والمساعي التي لم تتوقف حتى اللحظة يمكن القول انها ما زالت تشكل الفرصة المتاحة والمطروحة على الطاولة في غياب البدائل الاخرى.

ووفقاً للمعلومات حول آخر ما استجدّ على هذا الصعيد ان كلا من العماد عون والدكتور جعجع يشعران اليوم بشيء من الارتياح كل على طريقته بعد ان تراجع زخم المبادرة. واذا كان الاول مصمّما على ان يبقى المرشح الاول بل والوحيد للرئاسة، فان الثاني، مقتنع بان اسقاط هذه الورقة يوفر فرصة للمجيء بما يسمى «الرئيس التوافقي الحيادي».

ويقول زوار الرابية ان «الجنرال» متشبث بموقفه حتى النهاية، ولا يقبل المساومة او المسايرة في هذا الموضوع. لا بل ان النجاح في فرملة اندفاعة المبادرة المذكورة جعل بعض اوساطه يذهبون الى القول ان ما حصل يقوّي فرصة استعادة زمام المبادرة لمرحلة جديدة من التفاوض الجدّي للوصول الى قصر بعبدا.

ويشعر زوار معراب ان جعجع مرتاح لانه اصاب عصفورين بحجر واحد: اولا فرملة مبادرة انتخاب فرنجية تمهيداً لطيّها حتى اشعارآخر، وثانيا توجيه رسالة قوية الى حليفه الحريري بانه الشريك المضارب في 14 اذار.

ويقال ان جعجع حرص خلال هذه الفترة على تأكيد استمرار مسيرة هذا الفريق من باب التأكيد ايضا انه اب وام الصبي، وانه لا يجوز التفرد بالقرارات المصيرية لاي طرف كان.

وفي المقابل تقلّل اوساط الحريري من الخلاف مع جعجع وتأثيره على مسار ومصير مبادرة انتخاب فرنجية، معتبرة ان العقبة الاساسية وربما الوحيدة التي ادت الى فرملتها هو موقف العماد عون وسياسة «انا او لا أحد».

واذا كانت المبادرة قد اصيبت بنكسة بددت الآمال بانتخاب فرنجية قبل رأس السنة، فان الاوساط المؤيدة لها ترى ان نسبة نجاحها تتجاوز حتى الآن نسبة فشلها، وان المسألة هي مسألة وقت ريثما تنضج المساعي والاجواء لترجمتها في صندوق الاقتراع في ساحة النجمة.

وترى هذه الاوساط ان المعارضين لم يقدموا اي بديل واقعي سوى الاعتراض وتكرار المواقف التي ادت الى تأخر انتخاب الرئيس حتى الآن. لا بل ان كل واحد منهم خاض تجربته بطريقته ولفترة طويلة دون الوصول الى اية نتيجة، متسائلة الم يحن الوقت لسلوك مبادرة جديدة مثل هذه المبادرة؟

وفي الاعتقاد ايضاً ان فشل طرح انتخاب فرنجية من دون بديل سيؤدي الى مزيد من التأزم والصدمات، ما يعني اطالة أمد الانتظار وتكاثر المشاكل على غير صعيد.

وتشير الاوساط نفسها الى ان سياسة التعطيل التي اتبعت أكانت على مستوى عمل المجلس النيابي او عمل الحكومة فاقمت من حجم الفراغ في البلاد، وبرهنت في الوقت نفسه الحاجة الى الخروج من دائرة التجاذب التي سادت منذ الشغور الرئاسي وحتى اليوم، وهذا يعزز المبادرة الجديدة كمخرج جدّي من الازمة التي نتخبط بها.

وتخلص الاوساط الى القول ان فرصة انتخاب فرنجية قائمة لكنها تحتاج الى مزيد من الجهد والوقت. بينما يرى البعض انها ربما هي بحاجة ايضا للدعاء.