IMLebanon

مُحاولات للمّ شمل المعارضة تبوء بالفشل… الزعامة والكرسي بالمرصاد بكاء على أطلال”لقاء البريستول” وإنتفاضة 14 آذار… 

 

 

كل فترة تعود المحاولات لجمع الاحزاب والقوى المعارضة والنواب “المستقلين” و”التغييريين”، وتأتي النتيجة عينها، اي فشل في توحيد المواقف والقرارات المصيرية، وآخرها محاولات للمّ الشمل في هذه الظروف، والبحث في الامور المصيرية والقواسم المشتركة.

 

مع التذكير بأنّ تلك المحاولات بدأت بعد أشهر قليلة من إنتخاب المجلس النيابي الجديد، فإستهل ببعض الاجتماعات في مجلس النواب، في محاولة لتقريب وجهات النظر مع إقتراب إنتهاء العهد السابق، إلا ان بعض المعارضين لم يشاركوا لانهم غير مقتنعين بإمكانية ظهور نتائج إيجابية، خصوصاً انّ من بين هؤلاء مَن هو طامح للفوز بالكرسي الرئاسي، او بقيادة المعارضة ، وهو حلم تواجد لديه منذ سنوات لم يستطع تحقيقه لغاية اليوم، الامر الذي لم يرق للعديد ممَن حضروا اللقاء، فيما الهدف الاول المعلن كان توحيد القرارات المهمة، فتكرّرت المحاولات لكنها باءت بالفشل مرات عدة، بعضها كان بعيداً عن الاضواء وبعضها الآخر معلن، لكن النتيجة واحدة.

 

وفي هذا السياق، إعتبر وزير سابق عتيق في السياسة، بأنّ تلك الجهود لجمع المعارضة لم تكن وفق المطلوب، كما انّ بعض النواب “التغييريين” والمستقلين ” ما بيعرفوا شو بدن”، لذا رأيناهم منذ اليوم الاول لدخولهم المجلس النيابي مشتتين وضائعين، لذا سقطت كل تلك المحاولات، اما اركان المعارضة فمعظمهم يبحثون عن كيفية توليهم الزعامة وترؤسهم المعارضة، وقال:” عليهم تشكيل جبهة معارضة على غرار ما كان يحصل ايام الحرب اللبنانية، وليس مجموعة جبهات لم تترك أي أثر”.

 

واشار الوزير السابق الى الفرق الشاسع بين القوى المعارضة اليوم وتلك التي كانت سائدة في تلك الحقبة، آملاً ان يتوحّد المعارضون ويسيروا على خط ” لقاء البريستول”، او يشكلوا تحالفاً سياسياً على غرار قوى 14 آذار، او جبهة سياسية تضّم شخصيات مثقفة فكرية واعلامية قادرة على إحداث تغيير كبير لمصلحة لبنان اولاً، وإلا ستبقى تلك القوى مشرذمة في توقيت زمني مخيف يتطلب وحدة في القرار، ولفت الى انّ الخطاب الثوري غائب كليّاً، والمطلوب عقد مؤتمر موّسع من قبل فريق المعارضة، لإتخاذ خطوات جريئة إزاء ما يجري في البلد، مع طريقة عمل جديدة تعيد تكوين تلك الوحدة مجدّداً ضد اي وصاية على لبنان، وإستعادة الدولة عبر التخطيط والتنسيق والكلمة الموحدة، أي “ثورة” لبنانية مسيحية – اسلامية تجمع كل اللبنانيين، تعيد اليهم وطنهم المسلوب والمقيّد، وتحصيل حقوقهم من السياسيين الفاسدين، الذين اوصلوا شعبهم الى هذا الدرك الخطر.

 

كما أبدى الوزير السابق إستياءه الشديد مما يجري من خيبات امل، قائلاً: “عشت مراحل عديدة من السياسة اللبنانية، لكني لم اشهد مثل هذه الخيبات التي أطلقت معارضة باهتة وغير متماسكة، وما نراه اليوم ليس سوى تحرّكات غير قادرة على فعل اي شيء”، مستبعداً جداً تحقيق ما تصبو اليه المعارضة اليوم، في حال بقيت على إتباع سياسيتها الحالية.

 

وعن رأيه بالنواب الجدد الذين حملوا لقب “التغييريين”، إعتبر الوزير السابق بأن ناخبي هؤلاء إعتقدوا لفترة وجيزة، انهم أحسنوا الإختيار وأوصلوا ممثليهم الذين سينطقون بإسمهم في قاعة المجلس النيابي، وبأنّ رأيهم سيُنقل على الرحب، لكن النتيجة جاءت صادمة، فهم شغلوا الشاشات ووسائل الاعلام بكل انواعها فور إنتخابهم، الامر الذي بشّر بالخير فبرزت مصداقيتهم بقوة، الى ان بدأت الاستحقاقات تتوالى ومن ضمنها إنتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه، وتسمية رئيس الحكومة المكلف وعندها بانت الحقائق، فتشتت النواب “التغييريون” ولم يفلحوا حتى ضمن اجتماعاتهم في الاتفاق على أي إسم موحّد، كما لم يفلحوا في تسجيل أي انتصار ، فلا توافق ولا إنسجام ولا اجتماعات عملية، بل اتصالات مع موفدين من قبل الاحزاب لإقناعهم بالمضيّ معهم من دون اي نتيجة.

 

الى ذلك، تنتقد مصادر حزبية معارضة سياسة هؤلاء النواب وتقول:” لا نفهم عليهم ولا نعلم حقيقة ماذا يريدون، فحتى داخل غرف اجتماعاتهم لا يتفقون على أي موقف، والامور مرشحة الى المزيد من الخلافات مع الاستحقاق الرئاسي المنتظر، ناقلة عنهم قولهم في الغرف المقفلة والمجالس الخاصة، ” بأنّهم بصدد البحث عن إسم جديد مرشح للرئاسة، بعيد كل البعد عن الاسماء المطروحة حالياً لهذا المنصب”. ورأت المصادر المذكورة بأنّ عدم التجاوب مع الفريق المعارض، سيكون بمثابة هدية تقدّم على طبق من فضة الى الفريق الاخر، فيما المطلوب ان يكون الجميع على قدر كبير من الادراك في هذه المرحلة، وخصوصاً في انتخابات الرئاسة.

 

وعن سبب فشل جمع الاحزاب المعارضة البارزة، اعتبرت المصادر بأنّ جمع الاحزاب المسيحية المعارضة، وتيار “المستقبل” البعيد عن شؤون وشجون السياسة منذ اكثر من سنتين، والحزب “الاشتراكي”، ليس بالامر السهل، وما يمنع تحقيق هذه الخطوة هو وجود اعتبارات عدة مختلفة في ما بين الثلاثي ، لان الحريري وجنبلاط هما اقرب الى بعضهما من ناحية الرؤية السياسية، لانهما يريدان الحفاظ على علاقتهما مع حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، وإن لم تكن في افضل حالاتها، لكنهما على الاقل يريدان الإبقاء على شعرة معاوية معهما، كما ان العلاقة المتوترة بين الحريري وجعجع أثّرت كثيراً، والنتيجة معارضة خافتة غير مسموعة، ومن دون أي ثقل سياسي ستبقى حبراً على الورق.

 

وأعطت المصادر مثالاً عن تشكيل جبهات سياسية لم تجمع كل المعارضين تحت سقفها ولم تصل الى هدفها، بل الى بيانات إستنكار وإطلاق الخطابات، بغياب المشروع الموحّد وآلية المواجهة السياسية للفريق الآخر، خصوصاً وسط الخلافات القائمة اليوم تحت عنوان “رفض وحدة الساحات والحرب وتحمّل لبنان كل التداعيات”، الامر الذي أعاد التناحر بين الفريقين المتنازعين، وزاد من تشرذم اللبنانيين من جديد.