ماذا يمنع انتخاب اكثر من مرشح واحد للرئاسة الاولى، قياسا على انتخاب اكثر مرشح واحد للانتخابات النيابية، ما يؤكد ضرورة ان يكون بين المرشحين لهذا المنصب او ذاك من هو في مصاف الموالاة او المعارضين، فضلا عن اهمية ان يكون بين الموالي والمعارض من يفهم المعنى الحقيقي للتوصيفين، لاسيما ان من لا يوالي لا يعرف كيف يعارض من بين منهجين سياسيين من الواجب الاعتماة على واحدة منها لتحديد طريقة سلوك الديموقراطية ليس الا (…)
واللافت في خصوص السياسة اللبنانية ان الموالي كثيرا ما يتجاوز مفهومه الى اعتماد المعارضة لمصالح خاصة لا يفهم منها الا الان كيف يصح الاعتماد على هذا المنهج السياسي للسيطرة على الرأي العام، فضلا عن حاجة الناخب الى معرفة كيف يجوز السير في خط الموالاة في حال لم يستوعب محاسن المعارضة او مساوئها؟!
المعروف من بين المرشحين للرئاسة الاولى في لبنان ان أيا منهم لم يختبر في موقعه كموال او معارض، حيث لا موالاة سليمة ولا معارض تعرف كيف ولماذا تعارض، هذا في حال اردنا تحديد من هو معارض ومن هو موالٍ، طالما انه ممنوع على سياسيينا ان يدركوا مخاطر سلوك مطلق خط عن قناعة، لان الخط الام هو من يربط الحال العامة، لمجرد ان لا معارضة ولا موالاة كافية لاقناع المواطن بالطريقة التي هي عليه اعتمادها بوضوح لا لبس فيه (…)
وبالنسبة الى المرشحين للرئاسة الاولى، رئيس تكتل التغيير والاصاح العماد المتقاعد ميشال عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من الصعب بل من المستحيل القول ان ايا منهما في صف المعارضة او الموالاة، وهذا التساؤل واضح وصريح لان لا عون ولا فرنجية في وارد كشف اوراقه لانهما في خط سياسي متقارب (قوى 8 اذار) ولا يعرف احدهما ما اذا كان المنتمون الى قوى من اذار من الموالاة او من المعارضة خصوصا ان بين مؤيدي الاثنين النخبة من قوى 8 اذار وقوى 14 اذار اللتين يخوضان صراع اثبات وجود من غير حاجة الى تحديد انتمائها السياسي والوطني في آن (…)
هذه الحقائق لا تحتمل دحضا من اي جانب لان من يفترض به ان يكون في صف 14 اذار قد رشح عون وفرنجية في وقت لم يتفق نواب 8 اذار على ترشيح اي منهما، على رغم القول صراحة انهما ينتميان الى الصف الثاني، الامر الذي يوحي وكأن لا مجال لعون وفرنجية على النفاد الى قصر بعبدا في حال استمر الوضع السياسي على ما هو عليه، من تشتت من الصعب القول عنه ان احد الاثنين من بين الموالاة او المعارضة اضافة الى ان المعروف عن عون وفرنجية ان لا رابط بينهما وبين المعارضة او الموالاة، كذلك فان المرشح الثالث المقطوع الظهر النائب هنري حلو لا يزال يصدق نفسه انه مرشح جدي للرئاسة الاولى من دون ان يأتي احد على ذكر انتمائه!
ان جلسات الحوار الوطني لم تعقد الا للحاجة الى بلورة صورة الرئيس العتيد، لاسيما ان مجال البحث عن رئيس لا يزال يدور في حلقة مفرغة، بدليل عدم الجدية في البحث عمن هو المرشح الجدي للرئاسة الاولى من بين المطروحة بعض اسمائهم، فيما البعض الاخر لا يقاربه الا من كان في اطار الكلام عن مشروع رئاسي يمكن ان ينجح كما يمكن له ان يسقط هذا في حال جرت انتخابات رئاسية؟!
السؤال المطروح »ماذا يمنع انتخاب اكثر من مرشح واحد لرئاسة الجمهورية التي يفرض ان تكون لجميع اللبنانيين من دون استثناء من غير حاجة للقول ان فلانا من خامة المعارضة او الموالاة، مع العلم صراحة وبكل جدية ان من قد يصل الى قصر بعبدا قد تلاقيه معارضة جديدة او موالاة منقذة للحال التي نحن فيها من تشتت سياسي من الصعب القول عنه اننا في وضع سياسي طبيعي!
المهم في هذا المجال هو اجراء الانتخابات الرئاسية مهما اختلفت الاراء بالنسبة الى هذا المرشح او ذاك، لان النتيجة ستكون واحدة في حال وصل هذا المرشح الى المنصب، لان النتيجة ستكون واحدة في حال تعذر على المرشح الاخر ان يفهم انه غير مرغوب به، حيث لكل مرشح نهجه المرجو الذي يسمح له ان يكون رئيسا جيدا هذا في حال تباينت الاصوات التي ستمنح له في معركة الانتخابات؟!