IMLebanon

المعارضة في «التيار الحرّ»: كلام باسيل عن اللعنة خطيئة

لا شيء يفسر اقدام وزير الخارجية جبران باسيل الى «لعن» كل من ليس مع تياره البرتقالي سوى ان الرجل اصيب بجنون العظمة بحسب اوساط معارضة لباسيل، لا سيما وانه نال كل شيء على طبق من المصاهرة، التي كانت «ملعقة من ذهب» عليه ان يحسن استعمالها وفق الوزيرة اليس شبطيني، لا ان يلجأ الى لعن الآخرين، واشارت الاوساط الى ان باسيل صمّم على ارتكاب هذا الخطأ الفاضح مرتين حيث اقدم في المرة الثانية الى انزال اللعنة على من وجدوا في «لعناته» خروجاً عن الاعراف المتبعة في الخطاب السياسي لا سيما وان للديبلوماسية قواعد صارمة بروتوكولياً حيث قال احد السفراء السابقين الذي مثل لبنان في احدى اكبر العواصم العالمية: «لقد خجلت فعلاً عندما انهال باسيل باللعنات، ولو فعلها اي وزير خارجية في الدول المتقدمة لكان عليه الاستقالة قبل ان تقدم قيادة بلاده الى اقالته والتحقيق معه بتهمة الشتم والقذف».

واشارت المصادر المعارضة لباسيل، ان اللعن مرفوض في الدين المسيحي وهو بمثابة «خطيئة مميتة» فكيف اصر باسيل على ارتكابها مرتين وهو من يدعي الدفاع عن حقوق المسيحيين في السلطة حاصراً الساحة المسيحية بشخصه اما الوزراء المسيحيين الذين حضروا الجلسة الحكومية فلا يمثلون طائفتهم، فباسيل هو الطائفة رضي من شاء وابى من ابى. ما اعاد الى الاذهان موقف الرئيس ميشال سليمان لدى ترؤسه احدى الجلسات في بعبدا حيث بادر باسيل الى الوعظ فنهره سليمان مذكراً اياه باننا في جلسة حكومية وليس في اجتماع «للتيار الوطني الحر».

المعارضة البرتقالية وصفت ماحدث بالمؤسف والمخزي في آن معتبرة ان اخطاء الآخرين دفعت الناس للالتفاف حول شخص العماد ميشال عون لا حباً به بل بديموقراطيته يوم كان قائداً للجيش وان المقولة تعيد نفسها ولكن عكسياً فاخطاء باسيل اخرجتنا من «التيار» ومن ثيابنا وستؤدي لاحقاً الى انفراط شجرة البرتقال لتذهب حباتها الى سلال أخرى، فماذا قدم وزراء «التيار» للمواطنين وخصوصاً باسيل سواء في وزارة الاتصالات او الطاقة او الخارجية، لقد اعطي الجنرال 10 وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كانوا بمثابة جائزة ترضية لغرور الجنرال الا انهم جميعاً كانوا «شيكاً بلا رصيد».

ويشير المعارضون الى ان لجوء باسيل الى «اللعن» ان دل على شيء فعلى الافلاس الكلي والادهى من ذلك ما حصل في جبيل حيث رفعت راية «التيار» على منزل الوزيرة شبطيني، اضافة الى ان محو شهرة الرئيس ميشال سليمان «بالبويا» السوداء واضافة شهرة عون على لوحة النصب التذكاري لسليمان، فلماذا لم يتجرأ احد «الوطاويط الملثمين» من رفع الراية البرتقالية على منزل اي وزير مسيحي في الحكومة، وهل يجوز استضعاف شبطيني علما ان ذراعها لا تلوى، حيث اتهمت «التيار» بالعملية فاصلة بين عون وباسيل ومعربة عن تقديرها للجنرال، وقد نصحت باسيل بالتعلم من العبر كونه لا يزال صغير السن ويفتقر الى الخبرات.

ويقول المعارضون هل وصل النزق الى حدود التصرف الميليشياوي من قبل «الوطاويط الملثمين» وفق توصيف سليمان وحل الميثاقية ملك حصري لباسيل واتباعه الذين يعدون على عدد اصابع اليد فمنطق «انا او لا احد» اطاح بالحكام الطواغيت في المنطقة، والذين صنعتهم الصدفة في الزمن الردئ ستعيدهم الصدفة نفسها الى حجمهم الطبيعي، واذا كان باسيل يهدد بالشارع فليته يجرب الامر وعند الامتحان يكرم المرء او يهان.