IMLebanon

المعارضة في مواجهة تقسيم سوريا؟!  

من الواجب والضروري القول ان الشعب السوري بمعارضيه ومستقليه يبقى اقوى من نظام بشار الاسد،  ومن داعميه في طهران وموسكو. ومن الواجب والضروري القول انه لولا القوى المسلحة لكل من ايران وروسيا وحزب الله لما كان بشار الاسد قد بقي على رأس السلطة في بلاده،  ومن الواجب والضروري القول انه من كان عليه مؤيدو الاسد من الخارج فانه لن يكون قادرا على الاستمرار في السلطة مهما اختلفت الاعتبارات السياسية والعسكرية المتطورة التي تكاد تجسد قدرات ايران وروسيا وغيرها من الذين يقضون على البشر والحجر في طول سوريا وعرضها؟!

ان احتفاظ بشار الاسد بموقعه لن يدوم طويلا، مهما اختلفت اشكال وانواع مؤيديه الى الحد الذي يسمح بالقول ان مؤيدي  جمهورية الاسد المدنية والعسكرية لن تبقى على الارض السورية الى الابد كي تدافع عن نظام اثبتت همجية منقطعة النظير للبقاء في موقعه على رغم ما ارتكبه ويرتكبه مع القوى المتحالفة معه من مجازر تكاد نتائجها  تتعدى نصف مليون انسان، اضافة الى ضعف هؤلاء من  الجرحى واضعاف اضعاف ذلك من الذين نزحوا الى كل من لبنان والاردن والعراق وتركيا وغيرها من الدول العربية والاجنبية (…)

السؤال المطروح اقليميا ودوليا »اين العالم الذي يزعم انه متحضر في تجاهله ما يرتكبه الاسد والقوى الحليفة من ايرانيين وروس وحزب الله، الا في حال كانت خطة دولية يقف الاميركيون واسرائيل وراءها بهدف تدمير سوريا ارضا وشعبا ومؤسسات وجيش وقوى عربية اصيلة، وصولا الى ما يفهم منه ان مجالات التدمير الجنوني ما كانت لتحصل لولا المؤامرة المشار اليها اضف الى ذلك ان الاعلام الروسي بدأ الحديث اخيرا عن حملة مشتركة مع الاميركيين ضد داعش والمعارضة السورية التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة في شمال سوريا.

هذه الهمجية الدولية تقابل بصمت عربي واوروبي مع العلم ايضا  ان دخول الاميركيين الحرب في سوريا مباشرة له دلالات يفهم منها ان الروس قد فشلوا مع الايرانيين وحزب الله في تعزيز عوامل دعم الاسد لبسط سلطته حتى ولو اقتضى الامر زيادة حجم المأساة السورية بما في ذلك رفع وتيرة القتل والدمار من غير حاجة الى الاعتماد على المزيد من القوى التي يمكن توظيفها لانهاك خصوم النظام ومنعهم من تحقيق اي نصر دفعت به روسيا على اساس انه بات يستحيل على موسكو تكبد المزيد من الخسائر المادية والمعنوية على رغم قدراتها الهائلة (…)

وثمة سؤال يفهم منه ان الكلام على دخول الاميركيين الحرب السورية بالاشتراك مع الروس، عائد الى رغبة موسكو في تعجيل وضع نهاية للحرب ومن ثم جنى مكاسب مادية واستراتيجية تمنع على الروس احتكار النتائج اسوة بما ستحصل عليه ايران التي فتحت ابوابها امام الطيران الروسي ليشن غارات على شمال سوريا عموما وعلى منطقة حلب خصوصا بذريعة تسريع العمليات العسكرية المتحالفة مع الايرانيين الذين فهموا اخيرا انهم غير مؤهلين لوحدهم لخوض المزيد من عمليات المواجهة مع حزب الله ضد القوى السورية المعارضة بمن فيهم تنظيم داعش الذي تحول الى عنوان تخويفي من شأن اسقاطه اعادة تقسيم سوريا بين تركيا والعراق (…)

من هنا يجمع المراقبون الاجانب على ان الحرب في سوريا دخلت مرحلة تصفية ارث آل الاسد بعد طول تنازع، خصوصا بالنسبة الى ازاحة سوريا عن خريطة مواجهة اسرائيل بدليل تحسن العلاقة  بين دمشق وتل ابيب، حيث لم يعد ينقص التفاهم العسكري والديبلوماسي بين الجانبين سوى الاعلان بتغطية من واشنطن وموسكو في وقت واحد من غير حاجة الى سؤال طهران عن مصلحتها في القضاء على العداوة التاريخية بين السوريين واسرائيل، ومن غير حاجة الى مقاربة بين اي طرف عربي اخر مع اسرائيل، لاسيما ان جهود واشنطن في هذا المجال قد حققت نتائج ايجابية للغاية من بينها منع اية طلعة طيران سوري او حليف ضد اسرائيل؟!

هذه الامور باتت واضحة وليس بوسع احد تكذيبها، لاسيما ان الروس بدأوا عملياتهم من خارج سوريا حفاظا على توازن قدراتهم العسكرية مع ما بوسع ايران وحزب الله تقديمه من دعم منقطع النظير لنظام الاسد، من غير ان تتوضح صورة الحرب سوى ما يتردد اعلانه عبر الاعلام السوري والايراني والروسي حيث لا بد وان تكون النتائج مشوشة حتى اشعار اخر بالنسبة الى الحرب الدائرة في سوريا منذ سنين طويلة؟!