IMLebanon

رهانات متفائلة

يتحدثون عن جديد متوقع من جلسة الحوار نصف الشهرية بين تيار المستقبل وحزب الله، الأسبوع المقبل، وهو جديد مغلّف بايجابيات بعيدة المدى، يمكن ان تسبق نهائيات الاتفاق النووي الايراني مع الغرب، والمرتقب مروره في الكونغرس الأميركي، وتالياً في مجلس الشورى الايراني، في النصف الثاني من أيلول.

الحديث يتناول ما يصفونه بالمنازلة بين التيار والحزب، في ابراز ما بوسعهما ابرازه من ايجابيات على مستوى الساحة اللبنانية، وستكون هناك تمريرات متبادلة لمصلحة الاستقرار الداخلي، تعكس بصورة من الصور، زيادة الوضوح في المشهد الاقليمي الغامض.

الوضع الحكومي قد يكون حاصداً الغلّة الأكبر من المستجدات المأمولة، إذ رغم الحصانة المستعارة للاستقرار الحكومي، ورغم ان من حرّك بعض الوزراء، ليتجاسروا على رئيس الحكومة في جلسة من الجلسات السابقة للاجازة الحكومية الراهنة، قادر على تحريكهم في كل حين. فان جدارة الرئيس تمام سلام في تخطي العقبات المتشعبة، أضيفت الى رصيده الاقليمي والدولي الكبير، وحسمت الخيارات الحكومية كافة، وأهمها ان لا استقالة ولا حتى التهديد الجدّي المباشر بها، قبل انتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

لا كلام بعد اليوم عن حكومة، أو لا حكومة، استقالة أو تصريف أعمال، بل حكومة مستمرة حتى انتخاب رئيس الجمهورية، بمعزل عما يصادفها من نتؤات على الطريق.

هذه التفاؤلات مبنية على فرضية مصادقة الكونغرس الأميركي ومجلس الشورى الايراني على الاتفاق النووي، وما سيترتب على هذه المصادقة من عودة ايران الى حدود ما توجبه العلاقة السليمة مع المجتمع الدولي، ولكن ماذا لو نجح صراخ نتنياهو في عرقلة مسار الاتفاق؟…

المصادر المتابعة أجابت بالقول: علينا أولاً ان نبحث في من يهزّ الآخر، الثور يهزّ ذيله، أم الذيل يهزّ الثور؟ والمقصود بذلك هو معرفة من يحرّك الآخر، الادارة الأميركية تحرّك نتنياهو وحكومته، أم أن نتنياهو هو من يحرّك الادارة الأميركية؟.. ما يبدو حتى الآن، ان الثور هو من يحرّك ذيله وليس العكس، وبالتالي لا خوف على الاتفاق وترتيباته وفرضياته من هدير نتنياهو، وفهمه الخاطئ لانعكاسات هذا الاتفاق على أمن اسرائيل.

وماذا عن عودة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى تبني ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، بعد أن أنزله الى مرتبة الممر الالزامي للرؤساء، وهل من علاقة لها بالتفاؤليات الشائعة في بعض الصالونات السياسية؟

رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع سارع الى الكشف عن ان حزب الله يستر ورقة مرشح آخر غير العماد ميشال عون، ولن يكشف عنها إلاّ في التوقيت المناسب له. ولذلك بادر الى تجديد دعوته العماد عون الى التفاهم على مرشح ثالث يمكن التوافق عليه، قبل ان تفرض عليهما الظروف من يدخل لائحة المرشحين من خارج الأسماء المتداولة، لكن أوساط رئيس التيار الوطني الحر ما زالت تنتظر مآل التوازنات الاقليمية.

وبالمناسبة لوحظ تراجع الحديث عن الرئيس القوي لمصلحة المطالبة بالشراكة الحقيقية، ما يوحي بأن أصحاب طرح الرئيس القوي اقتنعوا بأن قوة رئيس الجمهورية هي بالتفاف اللبنانيين حوله، وليس بعزوته السياسية أو الحزبية المحيطة به، وهي بحصوله على أكبر عدد من أصوات النواب، وليس فقط بأصوات أعضاء كتلته أو كتلة سواه…

وليس المطلوب من رئيس الجمهورية ان يكون صاحب برنامج، فالبرامج والتطلعات السياسية والتنموية شأن الحكومة وبيانها الوزاري، أما رئيس الجمهورية في مفهوم الطائف، فهو ضابط إيقاع الحكومة ورمز الدولة، ومرجع للحكمة والحوار، وأكثر من ذلك يفقده دوره.