Site icon IMLebanon

وتفاءلوا…

 

لبنان بلد الحريات، والحرية مقدّسة بالنسبة لنا كصحافيين، والتعبير عن الرأي مقدّس.

 

صحيح أنّ الخلافات موجودة بين أهل الحكم، وصحيح أنّ لبنان يتميّز عن مختلف بلدان العالم كونه بلد التعدّد الديني وطبعاً السياسي.

 

ولكن نود أن نتوقف عند الهجمة الممنهجة على المصارف وتحميلها مسؤولية الفساد، وانتقاد أرباحها واعتبارها عنواناً للرأسمالية.

 

وهذا يذكرنا بالاتحاد السوڤياتي السابق، والواقع أنّ الشيوعية لم تعد موجودة في العالم وحتى في روسيا.

 

نحن لا ندافع عن المصارف، وهي ليست فقط لأصحابها، فليس من مصرف يملكه شخص واحد، انما مجموعة من المساهمين، والودائع في المصارف هي للمودعين لبنانيين وعرباً، وهذا دليل إيجابي على الثقة بلبنان حيث الاستثمار فيه من أنجح الاستثمارات.

 

وأذكر في هذا السياق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ذات مرة كان في الكويت فشكا له رئيس الوزراء السابق الشيخ سعد العبدالله رحمه الله أنّ الكويتيين واستثماراتهم وعقاراتهم في لبنان تعرّضت للنهب ولأضرار جراء الأحداث، فأجابه الحريري انّ هذا أصاب اللبنانيين أيضاً وعلى نطاق واسع بسبب الحرب الأهلية… وكرّر العبدالله مرة ثانية التذمر، فأجابه الرئيس الحريري انّ الدولة اللبنانية عاجزة عن التعويض على اللبنانيين وسواهم أيضاً، كونها دولة مدينة.

 

 

وبعد التكرار مرة إضافية من الشيخ سعد العبدالله، قال له الرئيس الحريري لننظر الى الاستثمارات الكويتية في لبنان ونقارنها بأرباح الاستثمارات الكويتية في أوروبا وسواها، وأنا مستعد أن آخذ هذه الاستثمارات وأدفع ثمنها مع خمسة ملايين دولار زيادة، فلم يقبل الشيخ سعد العبدالله.

 

وأمّا المأخذ من الشيوعيين وسواهم على الهندسة اللبنانية، فنحن نقول بصدده إنّ حاكم مصرف لبنان يسعى لإنقاذ مالية لبنان وتعزيز صموده رغم الأزمات الكبيرة بما فيها الأزمات السياسية (تأخير الانتخاب الرئاسي الخ…) وقد وفق في تحقيق هذا الإنقاذ.

 

على كل حال، سنسمع الكثير من الانتقادات والإعتراضات، وهذه كلها صارت وراءنا، ذلك أنّ مؤتمر سيدر وما يوفره من مشاريع وفرص عمل كثيرة سيسهم بفعالية في دعم الوضع الاقتصادي، ووقف التدهور الذي ربّما يسعى إليه كثيرون…

 

وبدلاً من الانتقاد المتمادي للمصارف يجب النظر بإيجابية الى دور المصارف اللبنانية التي تؤمن المال (وإن كان ديناً على الدولة) لسداد الإلتزامات المالية المتوجبة على معاشات الموظفين بمن فيهم الجيش وقوى الأمن الداخلي، فلنحمد الله على وجود المصارف، وإلاّ لكانت الدولة واجهت أزمات متعاقبة يتعذر تجاوزها ومن شأنها أن توقع في عواقب غير محمودة.

 

عوني الكعكي