أزمة، بعد أزمة، والوطن يراوح مكانه، ولا يتقدم الى أمام.
والأزمة الأخيرة، تهدّد بكوارث كبيرة.
ولعل المحاصرة بأزمة النفايات.
والتمديد أو حتى التجديد لشركة سوكلين.
هي بداية النهاية لحكومة، تجد رصيدها على المحك!
أليست مشكلة البلد، في رتابة ممجوجة.
بين الخيار السوري السابق في التمديد.
والخيار اللبناني في التجديد.
الأول سقط بحكم التطورات.
والثاني تلاشى بعامل الحياء.
السوريون اختاروا التمديد.
أولاً: في قيادة الجيش.
ثانياً في الرئاسة الأولى.
بعد أشهر تنتهي ولاية قائد الجيش.
ويصبح الشغور سائداً.
اللهم، إلاّ اذا ما طرأت انفراجات رئاسية.
ولا تعود ثمة كارثة جاثمة على الرؤوس!
إلاّ أن الأحلام سيّدة الطموحات.
وان رحل فيلسوف الطموح سعيد عقل.
إلاّ أن البلد يشكو من الطمع لا من الطموح.
بعد الطائف روّجوا ل ترويكا الحكم.
والوصاية أمعنت في إذكائها.
ونادراً، ما تحرّر مسؤول كبير من الوصاية.
وكل من هو فوق، أوصى، أو أحيا ان هو تحت، ان يتمسّك بكل موقع حصل عليه.
وأحياناً، صار الموقع مُلكاً للطائفة، وأحياناً أضحى شاغلها مَلِكاً عليها.
وبين المَلَكِية والمُُلُك تحوّلت الادارة الى سلطة، للطائفة أو للشخص.
كان الأستاذ حبيب أبو شهلا يحذر من تملك أي شخص للوظيفة.
ويرى ان لبنان لن يتحرر من الاستغلال، إلاّ اذا ما تحرّر ثانية من الانتداب.
ويفسّر هذا الأمر، بالترفّع عن المناصب والتعلّق بأهداب الدولة.
قبله كان للرئيس ألفراد نقاش شعار: الدولة والوطن متلازمان لقيامة الأمة.
وبسبب هذا النمط وقع البلد في وهدة الصراع على الهوية السياسية.
ويوم اختلف الرئيس بشارة الخوري مع الرئيس اميل اده، على تسلّط السلطان سليم، اضطر هذا الأخير، الى الاستقالة من النيابة، ليعفي شقيقه بشارة من الدفاع عنه، قبل طرح موضوع تجديد ولايته في النصف الثاني من الأربعينات.
ولبنان اليوم منشغل بالحوار بين تيار المستقبل وحزب الله.
ويفكّر قادته ملياً، في خطاب الرئيس فؤاد السنيورة، في ذكرى اغتيال الوزير محمد شطح، لأن كلامه أوحى بانكفاء مشوب بالخفر.
إلاّ أن ثمة إصراراً، يقوده الرئيس نبيه بري بأن الحوار قد بدأ ليستمر، لا ليزول في بداية الطريق.
الآمال الآن مشدودة الى الرابية ومعراب لسَبر أغوار الحوار المتوقع بين الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
وهو تخطى خروجهما من السبات الرئاسي الى الشراكة الحقيقية في وطن تتقاذفه الأحداث ويفتّش عن مصير ثابت وهادئ.
طبعاً، الحوار المرتجى ليس سهلاً.
لكنه أصبح واقعاً.
وحوار الرجلين مصيري، بالنسبة الى الاثنين.
وان لكل منهما حصة في ثنائية اللقاء بين المستقبل والحزب.
وعلى الجميع الانتظار.
وهو لم يعد بعيداً ولا حُلماً.