IMLebanon

…والا على لبنان السلام !؟

 

في الدول القريبة منا، خطوات تبديل سياسي، وتغيير جغرافي تتظهر يوماً بعد يوم على الارض، ولبنان الغارق في خلافاته الداخلية، ومشاكله المالية والاقتصادية والاجتماعية والانتخابية، لا يحمل هما لما يدور حوله من كتابة للتاريخ المعاصر في حين ان سياسييه، الا قلة منهم، لا يهمهم سوى الكيد المتبادل حول قضايا وامور بديهية لا يجب تناولها او التفكير فيها، كمثل، هل تجري الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها المقرر او لا تجري، وهل نحول المشاريع الى الدوائر المعنية او لا نحول، وهل يجب تسجيل الراغبين بالانتخاب او لا نسجل، وهل نعتمد البطاقة البيومترية او الهوية، الى غيرها من الاهتمامات التي يفترض ان تكون واضحة قانونياً ودستورياً، وليست مجرد وجهة نظر يتسلى بها السياسيون ليكيدوا لبعضهم بعضاً، او يفتحوا الهواء على مصراعيه لمختلف وسائلهم الاعلامية من تلفزيون واذاعة وصحف لبخ سمومهم على خصومهم، دون الاهتمام بما يجري حولهم، او دون الاهتمام بما يعانيه الشعب «الصابر» على ركوبهم على ظهره، وهو الموجوع من مئة حالة وحالة، كل حالة قادرة على اسقاط حكومات وعروش ودول.

***

الدين العام، وفق جميع المصادر، سيصل في نهاية هذا العام الى 80 مليار دولار، ونفقات مساعدة النازحين السوريين في السنة المقبلة لن تقل عن ملياري دولار اذا لم تجد الدولة «الكريمة» حلاً سريعاً لاعادتهم الى بلادهم، وبهذا المبلغ يكون لبنان قد انفق 20 مليار دولار على النازحين السوريين بدلاً من انفاقها على الشعب اللبناني الذي اصبح بنسبة 65 بالمئة على حافة الفقر، وعوضاً من ان تبادر الحكومة الى قليل من الحياء، وتوقف الهدر والانفاق غير الضروري، والخدمات السياسية، والمحاصصات، وترفع عن المواطن بعض الضرائب، اغرقته بالضرائب المباشرة وغير المباشرة، في ذات الوقت الذي تعمل فيه حكومة اليونان المفلسة على رصد مبلغ بليون يورو لتوزيعها على الفقراء.

لتحول دون انفجار شعبي، ستكون نتائجه كارثية على اليونان وربما على الاتحاد الاوروبي بكامله.

يقول اختصاصيون بيئىون، ان تلوّث نهر الليطاني وبحيرته ومجاريه وامتداداته الى الجنوب، والاراضي الواسعة التي تسقى منه، والحيوانات التي تشرب من مائه، سيصيب اللبنانيين بأمراض عدة قاتلة غير مرض السرطان المنتشر في القرى والبلدات المحيطة ببحيرة القرعون، وان فاتورة معالجة هذا التلوّث والامراض التي يسببها ستكون كبيرة جدا ولن تقوى الحكومة على تحملها وتحمل كلفة غيرها من انواع التلوث في الهواء والانهار الاخرى والشاطئ اللبناني الطويل الذي اصبح مجرورا كبيرا يحمل السموم الى الثروة السمكية في لبنان والدول المتوسطية الاخرى.

هذا هو الهم الكبير والخطير، الذي يهدد، الحياة في لبنان، وليست هذه القضايا السخيفة التي يتلهى بها المسؤولون مع ان الدستور والقوانين وضعت الحلول لكل حالة، بشرط ان لا يكون الدستور وجهة نظر، والقوانين سلاحا لعدم تنفيذ القوانين.

اما الهمّ الثاني البعيد عن اهتمامات الحكومة والمسؤولين، فهو كيف يمكن حماية لبنان من التفكك والذوبان مما يدور حوله، وهذا الواجب لا يمكن ان يتم وان ينجح من دون وجود انتماء حقيقي الى لبنان، ودون قيام دولة قوية بجيشها وشعبها وثوابتها في الحرية والديموقراطية والسيادة والاستقلال، واجماع اللبنانيين على ان تكون مصلحة لبنان فوق كل مصلحة، بخلاف ذلك، عليكم السلام وعلى لبنان السلام!!؟