أعاد رئيس تكتل التغيير والاصلاح الحياة الى تكتله من باب عودته الى الشعب. في جولاتهم على الأفرقاء السياسيين، توزع نواب التكتل ضمن فرق تراعي المضيف والعلاقات السياسية. بغض النظر عن نتائج المبادرة، السؤال المطروح عما كان يحول سابقاً دون تفعيل هذا التكتل وتوزيع الأدوار عليه، عوضا عن حصر المهمات في نائب واحد أو اثنين فقط؟
عقب مؤتمره الصحافي الجمعة الماضي، أنعش العماد ميشال عون نواب تكتله. بالتزامن مع مبادرة العودة الى الشعب، بادر الى تكليف من يمثلون الشعب في تكتله النيابي مهمة تسويق مبادرته. تألفت وفود عدة قوام كل منها خمسة نواب، حدّد لكل منها خريطة تنقلاتها والناطق باسمها لتنسيق مضمون النقاشات وتحديد وجهة التصريحات. وروعي في توزيع النواب على الوفود عاملان رئيسان: أولا ألا يستفز اسم النائب الحزب الذي يزوره، وثانيا أن يكون النائب محافظا على حدّ أدنى من العلاقة مع الطرف الآخر. لذلك كان من الصعب، مثلاً، أن يكون النائب زياد أسود ضمن الوفد الذي زار القوات اللبنانية، أو النائب ابراهيم كنعان ضمن وفد التكتل الى الرئيس فؤاد السنيورة.
هكذا، تألّف الوفد الذي جال على البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل من نواب يتآلفون والمرجعيات الثلاث: النائب كنعان منسق حوار الرابية مع القوات اللبنانية، آلان عون المقرب من بكركي وغير المعادي للكتائب والقوات، فريد الياس الخازن الذي لم يحضر اجتماع بكركي وانتظر رفاقه في معراب حيث مكانه الطبيعي أصلاً، نعمة الله أبي نصر الذي يكاد يقتصر مشواره الوحيد على الخروج من بيته في كسروان لزيارة بكركي دورياً، وسليم سلهب الذي لا يهتم لهوية المضيف بقدر سعادته بالظهور مجددا في تقرير تلفزيوني أو في كادر صورة في صحيفة ما.
روعي في اختيار النواب عدم استفزاز مضيفيهم
أما الوفد الذي جال على نواب حركة أمل وحزب الله والنائب سليمان فرنجية، فضمّ النواب العونيين المداومين في لقاء الأربعاء في عين التينة والوحيدين المقربين فعليا من قادة 8 آذار: ناجي غاريوس وزياد اسود واميل رحمة ونبيل نقولا وعباس هاشم. وهو الوفد نفسه الذي سيلتقي حزب الطاشناق والحزب القومي اليوم. أما الوفد الذي التقى كتلة المستقبل أمس ويلتقي اليوم النائب وليد جنبلاط، فضمّ أسماء غير مستفزة غالبيتها من قضاء بعبدا: النائب عون المتابع لملف العلاقة بين الطرفين والمنخرط بها، ناجي غاريوس وحكمت ديب. والى جانب هؤلاء النائب الجبيليّ وليد خوري. وهو الوفد نفسه الذي زار أمس الرئيس نجيب ميقاتي، مع استبدال خوري بكنعان. تنشيط الرابية لنوابها غفل، عمداً أو سهواً، عن نواب يحتاجون الى أوكسيجين سياسي أكثر من غيرهم، كجيلبيرت زوين ويوسف خليل وفادي الأعور، ففضلت ابقاءهم على مقاعد الاحتياط والنسيان. فيما ادغار معلوف غيّب نفسه بنفسه منذ 8 سنوات، وغاب النائب سيمون أبي رميا بداعي السفر، والنائب غسان مخيبر لانشغاله بشهر العسل. أما النائب عصام صوايا، فلم يقطع سفره المتواصل منذ أكثر من ثماني سنوات.
بغض النظر عن نتائج الجولات التي لا يتوقع منها الكثير، كان لافتا تظهير «التكتلات» داخل تكتل التغيير والاصلاح، وغربلة النواب بحسب تجانسهم واستثمار علاقاتهم السياسية كلّ في المكان المناسب. النتيجة الوحيدة من هذه الجولات، ربما، أن الرابية أدخلت نوابها في امتحان لاختبار مدى قدراتهم على الدخول في اللعبة السياسية وتدوير الزوايا مع الحلفاء والخصوم، وهو اختبار قد يبنى عليه لدى اختيار التكتل لنوابه في أي انتخابات لاحقة… «وبعد عمر طويل».
«إجر» في البور وأخرى في الفلاحة!
لوحظ أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، أثناء استقباله وفد تكتل التغيير والاصلاح، كال مديحاً لعضو الرابطة المارونية فارس أبي نصر، نجل النائب نعمة الله أبي نصر، واصفاً إياه بالقول: «هذا الشبل من ذاك الأسد»! كذلك لوحظ أن النائب اميل رحمة الذي جال مع الوفد الذي زار نواب حركة أمل وحزب الله كنائب في التكتل، كان هو نفسه في استقبال هذا الوفد مساء في بنشعي كنائب في تيار المردة.