Site icon IMLebanon

ترتيب البيت المسيحي على نار هادئة

تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء من أجل إعادة ترتيب البيت المسيحي بعد تداعيات الإنتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وما تلاها من إشكاليات في العلاقة ما بين حزب «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب، وكذلك الخلاف الحاصل بين «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، وصولاً إلى لوحة الخلافات المستترة بين أكثر من طرف حزبي وسياسي عشية إقرار قانون الإنتخاب وإجراء الانتخابات النيابية المقبلة. وفي هذا الإطار، تحدّثت معلومات سياسية عن حراك يجري حالياً لإعادة ربط ما انقطع بين هذه الأطراف، حيث أن البطريرك الماروني بشارة الراعي يقوم باتصالات بعيدة عن الأضواء والإعلام على عدة خطوط، وقد كان له دور لافت وخاطف أدّى إلى وقف المساجلات العالية اللهجة بين «القوات» والكتائب.

وأضافت المعلومات السياسية، أن رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع قد تفهّم موقف البطريرك الراعي الذي أشار في إحدى عظاته إلى تاريخ حزب الكتائب النضالي والسياسي، وإن كان هذا الموقف أزعج بعض الأطراف في «القوات». وأكدت أن الدكتور جعجع حسم الموضوع، وفي الوقت عينه طلب من المحازبين القواتيين عدم الردّ على أي موقف يتناول «القوات» مهما كانت الأسباب والدوافع. في المقابل عمد رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل إلى الإيعاز لنواب الحزب وكافة المسؤولين بالإمتناع عن الدخول في أي سجال مع «القوات».

وتجدر الإشارة إلى دور فاعل قام به النائب نديم الجميّل على مستوى منطقة الأشرفية كمرحلة أولى وصولاً إلى إجراء اتصالات مع معراب، وذلك في الوقت الذي كشفت فيه المعلومات نفسها عن امتعاض لدى الرئيس أمين الجميّل إزاء كل التطورات التي سُجّلت خلال الأشهر الماضية، والتي لم تقتصر فقط على الملفات السياسية، بل على الأزمات البيئية، وبشكل خاص السجالات التي حصلت مع حزب الطاشناق، كما مع «التيار الوطني الحر». ومن ضمن هذا السياق، قالت المعلومات السياسية نفسها، أن الرئيس الجميّل زار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الراعي، ما أدّى إلى إشاعة مناخات التهدئة على «الجبهة المسيحية».

في موازاة ذلك، كشفت المعلومات أن «حزب الله» يقوم بمساعٍ لترتيب لقاء مصالحة بين رئيس الجمهورية ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وتلتقي هذه المساعي مع مساعي من بكركي التي تصبّ في الإطار نفسه، وذلك انطلاقاً من العلاقة الممتازة التي تربط سيد بكركي بزعيم «المردة». وتوقّعت أن لا تتأخّر هذه المصالحة التي ستتم من خلال زيارة قد لا تكون بعيدة من المحتمل أن يقوم بها النائب فرنجية إلى القصر الجمهوري في بعبدا.

في المقابل، تتسارع الإتصالات لإنضاج ظروف عقد لقاء بين الدكتور جعجع والنائب سامي الجميّل على حدّ قول المعلومات، إستناداً إلى النظرة المشتركة المتعلّقة بوجوب الحفاظ على إعادة انتظام المسيحيين في مؤسّسات الدولة، وعلى وجودهم أمام التحوّلات الهائلة التي تشهدها المنطقة الشرق أوسطية، وذلك من دون إغفال التوافق التام على التعاون بين كل القوى السياسية، في ظل المخاوف الأمنية والإرهابية التي تحيط بالبلد.

وأكدت المعلومات، أن حراك بكركي يركّز على ترتيب المناخات المسيحية الداخلية قبيل الإستحقاق النيابي، وذلك خشية أن يؤدي هذا الإستحقاق في حال استمرّت الخلافات إلى تكريس الإنقسامات داخل البيت المسيحي، وإن كان ذلك محصوراً بالشقّ السياسي ولن يمتدّ إلى الشارع، لا سيما وأن القيادات المسيحية تتجاوب مع بكركي لقطع الطريق أمام أي إشكال. وخلصت إلى أن البطريرك الراعي مرتاح إلى التجاوب والإصرار من قبل كل من جعجع والجميّل لإعادة الأمور إلى نصابها، على الرغم من أن هذا الأمر يحتاج إلى تفاهمات سياسية واسعة.