Site icon IMLebanon

أسامة سعد: إذا رحت يأتي الأحسن

كلما احتدم النقاش بشأن الانتخابات النيابية المقبلة، استرخى مؤيدو أسامة سعد لاطمئنانهم الى أن «أبو معروف» سيستعيد لقب «سعادة النائب»، بعدما خسره أمام الرئيس فؤاد السنيورة قبل ست سنوات. وصل إلى مسامعهم بأن حلفاءه، ولا سيما حزب الله، لن يسمحوا بتغييب تمثيل البيت الصيداوي الوطني، لكن هل تمنح الجماعات الإرهابية سعد الوقت الكافي، لا ليمثل التيار الوطني في مجلس النواب فحسب، بل ليبقى فاتحاً بيديه صيدا، بوابة للجنوب؟

ليس مخطط الاغتيال الذي ورد في اعترافات خلية «داعش ــــ فرع عين الحلوة» التي أعلن الأمن العام توقيفها السبت الماضي، التصويب الأول من نوعه ضد سعد. بعد معركة عبرا، تلقى سعد تحذيرات من الأجهزة الأمنية من مخطط لاستهدافه على يد جماعة أحمد الأسير والمجموعات الإرهابية التي يرتبط بها في لبنان وخارجه. حينها، رفض حتى إثارة الأمر، مانعاً اتخاذ إجراءات مشددة حول مكتبه ومنزله بالقرب من ساحة الشهداء في صيدا. لم يغير عادته بالتجول وحده في السوق التجاري وصيدا القديمة.، لكن رئيس التنظيم الشعبي الناصري آثر عدم النزول إلى «البلد» بعد انتشار خبر المخطط الأخير، «ليس خوفاً»، إنما لارتباطه بتقبل التهاني بالسلامة: تحيات من السيد حسن نصرالله واتصال من النائبة بهية الحريري وبرقيات من النائب الموريتاني محمد ولد فال والأمين العام للتيار الشعبي في تونس زهير حمدي… وقبلهم تقاطرت الوفود الشعبية لتحية زعيمها.

هل يساهم إحباط مخطط اغتيال العمود الفقري للتيار الوطني في صيدا بشحذ همم قواه ورص صفوفها؟ يجد سعد أن «حزبه تنادى منذ سنوات إلى الإستنهاض، من دون أن ينتظر اغتيالاً فردياً أو استهدافاً لهوية بوابة الجنوب». برأيه ورشة التقييم والقراءة النقدية المستمرة منذ أربع سنوات لكل التجربة الحزبية والتيار الوطني في مواجهة التحديات الراهنة على كل الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وظاهرة الإرهاب تمثل إحباطاً للاغتيال الشخصي: «أرحل أنا ويبقى التنظيم والتيار الوطني». يستعرض سعد ما ظهر من نتائج للمؤتمر العام الثاني للتنظيم الذي عقد قبل عام تماماً، «حتى الآن، تبلورت عملية بناء مؤسسات حزبية تترجم في الفروع والمناطق وصولاً إلى الأمانات واللجان والقطاعات». ويضيف: «وُضعت خطط عمل مع مهل زمنية لإعادة ترتيب الوضع التنظيمي وتطوير الأداء السياسي عبر إنشاء أمانة سياسية تستند إلى لجان تعنى بتثقيف وتأهيل الكادر والثقافة والفن والمهن الحرة. هيكلية تلك الهيئات الحزبية باتت جاهزة على الورق وسنطبقها عملياً في غضون أربعة أشهر».

وليس خافياً أن مناصري التنظيم يطالبون بتسريع الخطوات منتقدين بطء العمل، لأن «التعبئة المذهبية والتحريض الفتنوي يسبقان الجميع». من هنا، أعلن سعد وضع مخطط «لاستقطاب الجيل الجديد بعد تأهيل الوضع التنظيمي». شملت الانتقادات أيضاً «قصور تجاوب التنظيم مع الحراك الشعبي حتى في ملعبه الصيداوي». يقر سعد بأن المشاركة «لم تكن بالمستوى المطلوب بسبب ضعف الإستعداد لأن يتحرك التنظيم تحت لافتة سواه ضمن الأطر الجماعية، إنما اعتاد أن يناضل تحت لافتته الخاصة». سبب آخر لضعف المشاركة: «فساد النفايات لا يجد صدى في الوسط الشعبي الصيداوي الذي لا يلمس أزمة ملحة لديه».

لكن هناك أزمات أخرى كثيرة ملحة صيداوياً. يومئ بالموافقة، مشيراً إلى أنه أصدر تعميمين اثنين «يدعوان أبناء التنظيم لإطلاق المبادرات والمشاركة في كل التحركات مع الآخرين».

هكذا يواجه أبو معروف «الاغتيال الجسدي»، مقتنعاً بأن رحيله يجب ألّا يدمر التيار الوطني في صيدا. «هناك بديل لشخصي. الحياة لا تتوقف على أي شخص بل تتقدم» يجزم سعد. وفي حديث سابق مع «الأخبار»، أبدى تمنياته بأن تؤول قيادة التنظيم إلى شخص من خارج آل سعد لأنه لا يؤمن بالوراثة. أخيراً، أبدى قناعته بأن «الجيل الذي سيخلفنا برفع رايات النضال سيكون أفضل بكثير، وإذا أنا رحت يأتي الأحسن».