Site icon IMLebanon

فرسان آخرون في السباق الرئاسي

مؤلماً كان المشهد، أمس، في ساحة النجمة، وإن كان مألوفاً. والواقع أن المعركة الرئاسية تخاض فعلياً في مكان آخر، بل في أمكنة عديدة قد تكون بيروت أقلها حرارة وحركة وحيوية.

أمس أجّل الرئيس نبيه بري الجلسة الرئاسية الحادية والثلاثين الى الحادي عشر من شهر تشرين الثاني المقبل… وهذا أضعف الإيمان خصوصاً وإن الإقبال (بل عدم الإقبال) على الحضور كان دون الحدود الدنيا إذ لم يتجاوز عدد النواب الخمسين بمن فيهم سائر أفرقاء 14 آذار وكتلة التنمية والتحرير (أمل) أي حتى أنّ الذين يذهبون الى المجلس للمشاركة (نظرياً على الأقل) في إنتخاب الرئيس حلّ فيهم الضجر. والأقنية التلفزيونية تعرف، بالأرقام، إن إهتمام اللبنانيين بالمشهد إنخفض الى الحدود الدنيا.

ولكن هده البرودة في ساحة النجمة لا تعني برودة على صعيد المرشحين جميعهم من هم في الصورة ومن ليسوا فيها. وإذا كان البارزون في الصورة يتقدمهم ثنائي العماد ميشال عون – الدكتور سمير جعجع وينضم اليهما في هذه الصورة الرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجية والوزير السابق جان عبيد فالعماد جان قهوجي فالحاكم رياض سلامة، فإنّ الذين هم في خلفية الصورة ربّما يكونون الأكثر نشاطاً:

1 – هناك سفير يحرص على إبعاد نفسه عن الأضواء كلياً. وهو يحظى برضى ودعم مرجعية روحية عالمية كبرى (…).

2 – وهناك سفير سابق شغل مواقع ادارية في وزارة الخارجية والقصر الجمهوري إضافة الى أنه كان يمثل لبنان في الخارج وترضى عنه عاصمة كبرى (…).

3- وهناك وزير سابق يشغل رئاسة هيئة مذهبية وإن كان غير طائفي وغير مذهبي ويلقى تقديراً داخلياً من معظم الأطياف اللبنانية (…).

4- وهناك موظف استدعي من الإحتياط ليبقى يشغل موقعه الحالي ويحظى برضى العاصمة الكبرى إياها التي كان لها دور «الموافقة» (على الأقل) على إستدعائه ليبقى في وظيفته الحساسة (…).

هؤلاء الفرسان الأربعة «يحمّسون» خارج المرمح الرئاسي الذي ينشط فيه الأوائل الذين تتداول وسائط الإعلام أخبارهم بشكل متواصل. وقد كلّفت دولة عربية بارزة، وفاعلة في لبنان، سفيرها عندنا أن «يستخبر» عنهم، وبالذات عن إثنين منهم تحديداً كانت تجمعهما بزّة مماثلة… ولا ضرورة للمزيد.

بعض هؤلاء قال لنا إنّ المهم الآن الرئاسة قبل أي أمر آخر. وأضاف: والأهم أن تتوافر الظروف الدولية لإجراء الإنتخابات الرئاسية. بعضهم الآخر قال لنا إنه يسمع ما يفسّره بأنه تشجيع من هذا الطرف الخارجي أو من الطرف الآخر، ولكن الأمور مرهونة بالتطورات في الجوار وفي الإقليم . ثالث هؤلاء الأربعة قال: إن العالم «مش فاضي إلنا بهالإيام»، لأنه منهمك بسوريا ثم باليمن… أما بعضهم الرابع فصائم عن الكلام تماماً حتى في أمانات المجالس.

وفي التقدير إن هذا النشاط «الموازي» لم يعد كلياً «تحت الغطاء»… وأنّ بعض المرجعيات الدولية يسعى «جاهداً» لتسويق من هم خارج «لائحة الأقوياء»… وأنّ كلام الدكتور سمير جعجع عن عدم القبول بالرئيس إلاّ إذا كان لديه الحد الأدنى من التمثيل في طائفته لم يأت مصادفة قبل أيام. فالمعروف عن الحكيم أنه لا يلقي الكلام على عواهنه… فلو لم يكن في أجواء هذا «الحراك الآخر»، لما كان أدلى بكلامه هذا.

فهل يحصل ما يعتبر «مفاجأة»… ويكون للبنانيين رئيس للجمهورية قبل نهاية ما تبقى من العام 2015؟!

الجواب ليس ملكنا على كل حال.