دُهشت عندما سمعت تصريح وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بقوله إنّهم لا يريدون أن يتدخلوا في الشأن اللبناني ولا في الانتخابات الرئاسية، وأنّهم يطالبون سائر الدول بألاّ تتدخل في الشأن اللبناني بدورها.
مع احترامنا وتقديرنا لشخصية الوزير ظريف الذي يمثل دولة مهمة، ولكن هناك حد أدنى للضحك على عقول الناس.
«حزب الله» مَن يمثل في لبنان؟ وماذا عندما يقول سماحة السيّد إنني جندي في جيش ولاية الفقيه؟ وماذا عندما يقول بالدولة الاسلامية في لبنان؟ وهل هذا كله لا علاقة له بإيران؟
من ناحية ثانية: المساعدات العسكرية التي تقدمها إيران الى «حزب الله»، فهل من يوضح لي لماذا تعطي إيران الحزب هذه التقديمات والأموال الطائلة البالغة منذ 1982 حتى اليوم نحو 70 مليار دولار بدل تعويضات ونفقات أسلحة؟
فهل إيران دولة بمثابة جمعية خيرية؟ في وقت يئن الشعب الايراني من دقة الوضع الاقتصادي، وجراء الحصار الاقتصادي الذي ضرب عليها والذي بموجبه لم يتم ترميم البيوت التي هدمها الزلزال؟
ثم ماذا يعني قول طهران علی ألسنة كبار المسؤولين والمستشارين فيها إننا أصبحنا مسيطرين على أربع دول عربية: اليمن والعراق وسوريا ولبنان؟
وماذا يعني قولهم إنّ حدودنا صارت ممتدة الى شواطئ البحر المتوسط؟
إذا هذا كله لا يعني تدخلاً لإيران، فماذا ستكون الحال إذا تدخلت؟
وأيضاً: لماذا تورّط «حزب الله» في الأحداث السورية؟ ومَن أمره بالذهاب الى سوريا؟ وكيف كان يتذرّع بالتدخل لحماية المقامات الدينية فأضحى في حمص وحلب ودرعا والجولان و…؟
كفى يا جماعة ضحكاً على عقول الناس، فإنّ أحداً لم يعد يصدقكم.