يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد أن يكون مثل السلطان سليمان القانوني ويستعيد أمجاد الامبراطورية العثمانية.
حظّ العرب سيّىء جداً إذ انّه بين أطماع الامبراطورية الفارسية المندثرة والتي جاء الإسلام وقضى عليها وبين الامبراطورية العثمانية وحكم العثمانيين للبلدان العربية الذي دام نحو خمسة قرون، يبدو أنّ الامبراطوريتين بحاجة الى أن تستفيقا وتعرفا أنه لا يمكن أن تعيدا التاريخ، وأنهما، اليوم، أصبحتا دولتين عاديتين وأنّ هناك دولة عظمى واحدة اسمها الولايات المتحدة الاميركية وهناك دولة ثانية تحاول أن تكون الثانية ألا وهي روسيا التي كانت دولة عظمى أيام الاتحاد السوڤياتي ولكنها لم تعش طويلاً.
مشروع ولاية الفقيه والمهدي المنتظر سقط في اليمن وسيسقط في سوريا وسيسقط أيضاً في العراق إذ مجرد ما انْ أعلن خادم الحرمين الشريفين عن “عاصفة الحزم” حتى بدأ مشروع ولاية الفقيه يتقهقر، وجاء الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب ليعيد لأميركا دورها الطبيعي بعدما تخلّى سلفه باراك أوباما عن عظمة أميركا وأصبحت في أيامه دولة هامشية.. والمشكلة أنه لم تُخلق دولة عظمى حتى عند ضعف أميركا لأنها بالرغم من كل السياسات الضعيفة والمتراجعة التي اتخذها الرئيس أوباما بقيَت أميركا دولة عظمى.
من ناحية ثانية يبدو أنّ الدولة التركية وهي على علاقة أكثر من جيّدة مع إيران لا سيما ما حصل في سوريا وتحديداً كيف باعت “حلب” الى الايرانيين وإلى النظام المجرم السفاح برئيسه بشار الأسد.
لم تكتفِ تركيا ببيع حلب الى الايرانيين بل هي تريد اليوم أن تدخل شبه الجزيرة العربية أي الى دويلة قطر، وذلك عن طريق وقوفها الى جانب النظام القطري ونسيَت أنّ القاعدة العسكرية الاميركية العيديد موجودة في دويلة قطر وناسية أيضاً أنّها أي تركيا بحاجة الى تأشيرة دخول الى دويلة قطر.
ما جرى في إيران، في هذين اليومين، يبيّـن أنّ هناك مشكلة داخلية بين “القاعدة” وبين الحرس الثوري وهذا سيؤثر على الوضع الايراني، وهناك إشارات الى أنّ إيران بدأت تعاني من فشل نظامها، وأنّ هناك نظاماً جديداً سوف يأتي لينتقم من النظام الحالي الذي أثبت فشلاً وأضاع ثروة إيران على مشروع لا يمكن له أن ينجح.
تركيا تريد أن تنتقم لسقوط مشروعها في مصر حيث أسقط الشعب المصري حكم “الإخوان” بشكل سريع إذ انّ الشعب المصري أعطى العالم درساً ضد مشروع الإخوان المسلمين الذين كانوا يخططون لحكم العالم العربي وقد ثبت أنّ العرب المسلمين ضد التطرّف وضد حكم المتطرفين الدينيين الذين يتلطون خلف الإسلام.
عوني الكعكي