إنطلقت “أورانج تي في” في العام 2007 ، بعد رفع رأسمالها من 3 ملايين دولار إلى أربعين مليون دولار، وقد رأس مجلس إدارتها منذ تأسيسها أحد أصهرة العماد ميشال عون، ومن وضع مالاً في رأسمال الشركة التلفزيونية ، كمن حمل المصاغ إلى قصر الشعب قبل31 عاماً. لا المال دفع بالمحطة الأورانجية يوماً إلى دائرة المنافسة ولا المصاغ حقق حلم السيادة والتحرير.
في 14 سنة، لم تتعدّ مشاهداتي لبرامج الـ”أو.تي. في” الـ 14 مرّة. ودائماً أختار برامج الحوار السياسية، ومن المشاهدات الأربع عشرة ، 13 مرة سمعت الضيف يتحدث عن تراكمات الـ 30 سنة. لا 29 ولا 31 ، فقط 30. وإن فاته ذلك أو تغافل عن الأمر يواجهه المذيع مدافعاً عن العهد الذي “يقحّط” تراكمات الـ 30 سنة. وعلى محطة الـ “إستيذ”، تشعر أن كوكب الكرة الأرضية يدور على نفسه بلمسة من يد رئيس مجلس النوّاب. قبل تأسيس الـ “أن بي أن ” لم تكن دورة الأرض منتظمة. اما محطة “المستقبل”، التي تميزت ببعض برامجها، فقد انحصر نجاحها الجماهيري في برنامج “سوبر ستار” وطبيعي أن تتصدر أخبار الرئيس الحريري الأخبار المحلية والإقليمية والدولية. تنافست المحطات الثلاث المرتبطة بثلاث شخصيات لأعوام في دوري المظاليم، ولم تحقق المرجو من تأسيسها. أما محطة “المنار” فهي خارج التصنيفات، وكلما شاهدت فيلماً ترويجياً أشعر أن أحد صــواريخ المجاهدين سيصيب “دشي” في أدما.
وعلى شاشات المقدمة ، أي الـ “أم تي في” و”الجديد” و”الـ ” أل بي سي آي” يتنافس رؤساء التحرير ومعدّو النشرات والتقارير، على قدح المسؤولين وذمهم وتعرية الطبقة السياسية والتشنيع بها والنق في مطالع هجائية، لا تعرف من خلالها أين يبدأ الخبر وأين ينتهي التعليق. وأحياناً يوزع قارئ النشرة تقريعه بالتساوي بين مواطن ابتكر طرقاً لتهريب البنزين أو خالف تدابير كورونا وبين مسؤول عن تنامي الذل والإنكسار.
دعوا السباب والشتائم والنق والتقريع للمواطنين، واذهبوا مباشرة إلى الخبر الجهنمي، الدولار يلامس العشرين ألفاً. ولي العهد يطفئ 51 شمعة. نواب بري ينازلون نواب عون. فضيحة في المطار. فنانة في صور جريئة…قلب المشاهد من الحامض لاوي. في نشرة الأخبار أخبروه من دون “تسمسم” وفي المقابلات السياسية ذكّروه بتراكمات الثلاثين عاماً، وأين كنا قبل “العهد القوي” وأين أصبحنا. لا داعي للأرشيف. من سيمائنا تعرفون تاريخنا.
في النهاية تحية لجميع الزملاء الأعزاء، الجدد والقدماء.