IMLebanon

أبناؤنا الجنود المختطفون والقرار الكبير  

بعد نحو شهرين ونصف يكون قد مرّ نحو ثلاث سنوات على ذلك السبت الأسود في الثاني من آب 2014 يوم وقعت تلك الجريمة الإرهابية وما رافقها من نكسة عسكرية ووطنية يجب الإعتراف بها والإقرار بخطورتها، وبما رافقها من حزن وطني عام نتيجة هذا الجرح الذي لـمّا يزلْ نازفاً… وبالأخص ذلك الألم العميق الذي يحزّ في قلوب وعقول ونفوس ذوي الجنود الأبطال الذين لايزالون في الإختطاف بينما رفاقهم إمّا شهداء وإمّا محرّرون.

ويجب التنويه بأنّ قيادة الجيش الجديدة وضعت نصب عينيها مصير أبنائنا البواسل الذين مازالوا في الأسر… وهي قادرة على أن تتعامل مع الموضوع بحرية أكبر من الماضي، لأسباب عديدة لا تخفى على أي متابع.

والأسلوب الهجومي الذي تنفذه القيادة لابدّ أن يمهّد لعملية نوعية حاسمة تضع حداً لهذه المأساة المتمادية، وبالذات للمعاناة الكبيرة التي يكابدها الأهالي الذين لا حيلة لهم في مواجهة هذا الأمر: فلا هم يعرفون الحقيقة الكاملة عن مصير أبنائهم ولا هم يملكون حيّزاً حقيقياً من الأمل… وكان اللّه في عونهم.

ولعل الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى غرفة العمليات المركزية في وزارة الدفاع كانت للإطلاع، مباشرة، وعلى الطبيعة، على الوضع في جرود عرسال، بحضور وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد عون في ما يمكن أن يكوّن صورة مكتملة أمام فخامته قبل «القرار الكبير» المنتظر في فسحة زمنية لا تتجاوز ما تبقى من هذا العام 2017، ولكن ليس الإنتظار محتماً الى نهاية العام، بل قد يتخذ القرار مداه التنفيذي في أي لحظة.

وفي النتيجة يجب أن يرافق هذا القرار الكبير أو يليه توضيح كامل للصورة بأبعادها كافة:

البعد الأول والأهم: الحسم الميداني للقضاء على المجموعات الإرهابية وتدفيعها الثمن الذي مهما سيكون غالياً فإنه لن يساوي قطرة دماء واحدة أريقت من الشهداء الضباط والرتباء والجنود سواء أكان ذلك في المواجهة العسكرية أم في اعدام بعض الجنود الأبطال على أيدي الخاطفين الجبناء!

والبعد الثاني: دراسة الخطوة اللاحقة دراسة كاملة شاملة وهذه نقطة لا نأذن لأنفسنا أن نتناولها فهي من شأن قيادة الجيش ذات الكفاءة العالية من دون أدنى شك أو ريب…

والبعد الثالث: حتمية وضع حد للقيل والقال، واللغط الكبير حول قرار القيادة السابقة بالسماح للإرهابيين بالإنسحاب من عرسال البلدة الى جرودها مصطحبين معها الجنود المختطفين:

1 – هل كان القرار صائباً أو خاطئاً؟!

2- هل كان سياسياً أو عسكرياً؟!

3 – هل كان نابعاً من ذاتية القيادة أو إنه كان مفروضاً عليها؟ ومن هي الجهة التي فرضته؟ وعلى أي أساس؟!

لقد آن الأوان لإنهاء هذا الوضع الشاذ في الجرود. وليس أحدٌ مخوّلاً أن ينهيه سوى الجيش نفسه.