بيّنت الوقائع على الأرض أن الجيش اللبناني كشف تنظيم داعش الإرهابي على حقيقته… فإذا هو مجموعات من المرتزقة الذين جيء بهم من مختلف الأصقاع، مغسولي الدماغ، محشوِيّ الرؤوس بتعاليم خاطئة… والأهم أنهم جبناء.
جبناء؟ أجل. إنهم إرهابيون جبناء. يفرّون من أمام وحدات الجيش كالأرانب المذعورة، ليس لهم أي دور في المواجهات القتالية، وهذا عُرِفَ عنهم في غير مكان منذ ظهورهم المشبوه كـ«دولة» إسلامية في العراق وبلاد الشام.
لقد أحيط هذا التنظيم بهالة من البأس والقوة والمَنَعَة… فتبين أن ذلك كله هو نتيجة لعبة إعلامية قذرة ربّـما يكون التنظيم قد أجاد تأديتها، ولكنها بالتأكيد من إبتكار العقول الغربية (والأميركية تحديداً… ولمَ لا؟) وإنها منطلقة من تجرّد قيادات وعناصر هذا التنظيم من الرحمة والإنسانية واعتمادهم الأساليب الوحشية في أبشع وجوهها، وارتكابهم جرائم إرهابية أبرزها ذبح الناس بدم بارد… ما أقام حول هذا التنظيم الآتي من «أعماق» الماضي السحيق هالة من الخوف والهلع، لم تنعكس على الخصوم في أي من المعارك التي خيضت ضدّه. ولم تنعكس تحديداً على جيشنا.
والعكس صحيح… فقد أسقط الجيش اللبناني أسطورة داعش الكاذبة، وكشف هذا التنظيم قيادات وأفراداً، ومنذ الهجوم البطولي الأول للجيش كان الدواعش الفارون يسابقون الريح تجنّباً للمواجهة مع الجيش اللبناني، وما الشهداء والجرحى من جيشنا إلاّ جراء الألغام التي زرعها الإرهابيون.
لذلك يصح في تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة انه إرهابي وحسب. وتكفي الصور التي نُشرت لعناصره الذين إستسلموا في لبنان أو في العراق أو في أماكن أخرى، لتشير بوضوح الى أنهم جحافل من التخلف والإرتزاق ليس إلاّ.
ولكن هذا الواقع يطرح سؤالاً كبيراً:
كيف يستطيع جيش محدود الإمكانات المادية (وإن كان كبير الهمة وشديد البأس والبسالة) أن يحقق مع داعش في القتال ما عجزت عنه إئتلافات ضخمة (61 دولة في العراق بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، و41 دولة في سوريا بالقيادة الأميركية ذاتها)؟ كيف يكون ذلك؟ وبأي معيار يمكن وزنه؟ وبأي مقياس يمكن قياسه؟
الجواب في تقديرنا ذو شقين:
الأول أن العالم (…. وبقيادة أميركا أيضاً وأيضاً) يتآمر على هذه المنطقة(…) وإلاّ يتعذر القبول بأنّ داعش إنتقل الى تدمر، في المرة الأولى، عبر مئات الكيلومترات من الصحراء المكشوفة الأجواء بحيث يمكن لطائرة مقاتلة واحدة أن تدمر داعش وآلياته، من دون أن يتعرض لضربة واحدة.
والثاني والأهم في تقديرنا هو أن جيشنا بقيادته وضباطه ورتبائه وعناصره هو من أفضل جيوش العالم تدريباً وكفاية وبسالة برغم الإمكانات المحدودة.
ولهذا الجيش البطل التحية والدعاء وخصوصاً الحب الكبير.