Site icon IMLebanon

قلوبنا معك يا قاع وسيوفنا أيضاً

اضافة الى النعوت والاوصاف التي اغدقها تمام سلام على حكومته، كمثل حكومة الفشل والفساد والكارثة، جاءت جلسة مجلس الوزراء امس لتؤكد انه يليق بهذه الحكومة اسم «جمعية دفن اللبنانيين» او حكومة «حائط المبكى اللبناني» لأن المقررات التي خرج بها مجلس الوزراء كانت عبارة عن «علك» لكلام تقوله الحكومة في جميع حالات الكوارث التي تشبه كارثة بلدة القاع الحدودية التي حصلت يوم الاثنين الماضي وذهب ضحيتها خمسة شهداء من ابناء البلدة المنكوبة الصابرة على جراحها منذ ثمان وعشرين سنة اضافة الى حوالى 20 جريحا من المدنيين والعسكريين.

كان اللبنانيون ينتظرون من الحكومة التي تغرف غرفا من اموال الشعب اللبناني لتحقق اما مشاريع وهمية او التزامات ملغومة او اتفاقات بالتراضي مشبوهة، ان تأمر فورا بإنشاء مركز للأمن العام ومستوصف مجهّز، ومركز للدفاع المدني، وبتعزيز قوى الامن الداخلي، وباجراء مسح سريع للاضرار والتعويض لعائلات الشهداء، وتأمين الكهرباء 24 على 24 ومنع التعدي على املاك القاع وعقاراتها من قبل النواب والوزراء والمتنفذين ومنع سرقة مياهها وآبارها وتحفيز اهالي القاع وجميع البلدات الحدودية على البقاء بأراضيهم، بابعاد النازحين السوريين عن البلدات الآهلة لتمكين الاهالي من الاعتناء بأراضيهم وجرودهم واعمالهم بدلا من تركهم كل شيء لحماية اولادهم وعائلاتهم، لكن حكومة الفشل اصرّت على فشلها ولم تقدّم لابناء القاع وعن طريقهم الى جميع البلدات الحدودية سوى البكاء على الشهداء، والتضرّع ليشفي الله الجرحى، ويبعد يد الاجرام ولعن «داعش» واخوانه.

* * *

بالعودة الى بلدة القاع البطلة، وما عانته وتعانيه منذ عقود لا اعرف اذا كانت الحكومة تعرف شيئا عن معاناة هذه البلدة الحدودية التي بحت اصوات ابنائها، وخصوصا رئىس بلديتها بشير مطر، وهم يطالبون منذ عقود بمنع سرقة اراضيها ومياهها، من قبل نواب ومسؤولين ومتنفذين من داخل القاع وخارجها بطريقة وضع اليد على عشرات الاف الامتار المربعة، تحت ستار ان الارض غير ممسوحة، دون ان يتحرك احد من المسؤولين، وزاد في معاناة ابناء القاع تجمّع حوالى 35 ألف سوري في مخيم لا يبعد عن القاع اكثر من ستة كيلومترات، وهي التي يقطنها حوالى 1500 شخص مقابل هذا الجيش الجرّار من النازحين السوريين، الذي يزداد عدده يوميا بالولادات او بالنزوح او بالاثنين معا، ولم تنفع بشيء النداءات التي كان ابناء القاع يناشدون فيها المسؤولين، التحرك السريع لوقف تمدد الكارثة الى بيوتهم، والخطأ الكبير الذي وقع فيه ابناء القاع انهم اعتقدوا ان هناك مسؤولين في لبنان، وتبيّن لهم بالدماء الغالية التي قدمّها شهداء قاعيون ان لا مسؤولين في لبنان، بل هناك طبقة سياسية حاكمة، تهمّها مصالحها اولاً ومصالح طائفتها ثانياً ومصالح مذهبها ثالثاً.

تصريح رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، حول جريمة القاع، التي لم يتبنّها احد حتى الآن، وهذا امر مستغرب، والذي قال فيه انه منذ سنتين وهو يطالب بترتيب اوضاع النزوح السوري والنازحين السوريين، بحاجة الى بعض التوضيح، لان رئيس الحكومة من قوى 14 آذار، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس المعني مباشرة بهذا الملف، كذلك من 14آذار، ووزير الداخلية نهاد المشنوق ايضاً ايضاً، واكثرية الحكومة بهذا التوجه حسب معلوماتي، فمن هي الجهة التي وضعت العراقيل في وجه ترتيب كارثة النزوح يا دولة الرئيس؟ ربما يقف وراء ترتيب اوضاع النازحين، الذي انتقد النائب انطوان زهرا، لانه حمل بندقية في القاع، تضامناً مع اهلها ومع الجيش ضد الذين تسللوا الى القاع من المخيمات والحدود المشرّعة الابواب، وقتلوا خمسة من ابنائها وجرحوا العشرات.

ليس كثيراً ان يخجل اللبنانيون، من هكذا حكومة تحكمهم، لان لا طعم لها سوى طعم الفشل، ولا رائحة سوى رائحة الفساد والسمسرات، ولا لون سوى اللون الاسود، مثل قلوبهم.

قلوبنا معك يا قاع، وسيوفنا ايضاً.