سعد لـ “الديار”: تسونامي فوضى قد يأتينا من سوريا والاتفاق الذي وُقِّع مع “إسرائيل” لم يكن لمصلحة لبنان
تتواصل الاتصالات بين الكتل النيابية والأطراف السياسية والحزبية قبيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة في التاسع من كانون الثاني المقبل، والتي يؤكد رئيس المجلس النيابي في مجالسه الخاصة بأنها ستكون منتجة وتفاؤلية بانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. وفي هذا السياق يرى النائب أسامة سعد في حديث ل”الديار”، أن “كل المؤشرات تدلّ على إمكانية حصول الاستحقاق الرئاسي والخروج برئيس جديد للجمهورية الشهر المقبل، وهذا كان يجب أن يحصل منذ زمن بعيد، ولا أعلم ما إذا كانت الأسباب التي عطّلت الإنتخاب منذ سنتين قد انتهت أم لا، ولكنني أرى أن هناك ضرورة قصوى لحصول هذا الإستحقاق في ظل التطورات التي حصلت في لبنان، بحيث لم يعد من مجال أمام لبنان إلا بانتخاب الرئيس وانتظام المؤسسات الدستورية، وحصول الإنتخاب في 9 كانون الثاني المقبل”.
وحول تأثير تبدّل الظروف الداخلية والإقليمية على الملف الرئاسي، يقول النائب سعد، إن “الأوضاع استقرّت على معادلات جديدة، خصوصاً أن تطبيق اتفاق وقف النار ومهلة الستين يوماً لم تنتهِ بعد والصورة ليست واضحة، رغم أنني أعتبر أن الاتفاق الذي وُقِّع مع العدو الإسرائيلي لم يكن لمصلحة لبنان، لأن الأمن الوطني اللبناني بات تحت الوصاية الأميركية والإسرائيلية، إذ أنه أعطى إسرائيل الحرية تحت عنوان الدفاع عن النفس، وحرية التحرك في جنوب وشمال الليطاني، وعلى كل الأراضي اللبنانية بما فيها الحدود البرية والبحرية والجوية، وهذا الوضع يستدعي انتخاب الرئيس لإدارة حوار وطني ووضع سياسة دفاعية، وليس تطبيق اتفاق فُرِض من الخارج على لبنان، لأن الاتفاق هو لمصلحة إسرئيل أكثر مما هو لمصلحة لبنان، وخصوصاً في بند حق الدفاع المتبادَل”.
وعن مواصفات الرئيس المقبل، يعتبر النائب سعد أنه “على الرئيس المقبل أن يكون قادراً على إدارة حوار وطني وخارج الإصطفافات ويمتلك رؤية إصلاحية واضحة، ويعمل لتأمين مصلحة لبنان العليا في موضوع السيادة والحقوق والعدالة الإجتماعية، خصوصاً في ظل التداعيات الخطيرة المرتقبة جراء الحدث السوري، وعلى الرئيس المقبل أيضاً أن يدير السياسة الخارجية وأن يصل إلى توافقات مع القوى اللبنانية حول ملفات مشتركة مع سوريا الجديدة، لا سيما وأن العدو الإسرائيلي يحقِّق مكاسب استراتيجية وهناك أخطار داهمة على البلد”.
ويضيف النائب سعد رداً على سؤال، أنه “على لبنان تحصين نفسه وطنياً، لأن التموضعات الطائفية والمذهبية لا تحصِّن البلد، بل على العكس هي تفتح المجال لإضعاف البلد، خصوصاً في ظل احتمالات حصول أي فوضى في حال تطوّر الوضع إلى الأسوأ في سوريا، ومن الضروري أن تنتظم مؤسسات الدولة وأن تكون بمؤسساتها الدستورية والأمنية وبسياساتها الخارجية والديبلوماسية قادرة على مواجهة المخاطر والتحديات، وأن تكون قراراتها نابعة من الإرادة الداخلية وليس من إملاءات خارجية”.
وعن مرشحه للرئاسة، يكشف النائب أسامة سعد أنه اقترع في المرة الماضية للوزير السابق زياد بارود، “كونه مستقلاً عن المحاور الداخلية والخارجية ويمتلك رؤية إصلاحية وقادراً على إدارة حوار وطني، ولا سيما أن تجربته في السلطة أظهرت أنه خارج منظومة الفساد”، ويؤكد أنه “في حال ترشّحه للرئاسة سأصوِّت له مستقبلاً”.
وعن تأثيرات ما حصل في سوريا على لبنان، يعرب النائب سعد عن مخاوفه من المرحلة المقبلة، مشدداً على أهمية تحصين لبنان “لأن هناك تسونامي فوضى يمكن أن يأتينا من الجهة السورية، ويكون تسونامي فوضى، من دون أن يعني هذا الكلام أننا نؤيد النظام السابق الذي كنا ننتقده، واحتمالات تمدد الفوضى باتجاهنا قائمة لأن سوريا دولة مركزية في المنطقة، ولأن التسونامي السوري، لا سمح الله، وبعدما دمّر العدو الإسرائيلي كل مقدّرات الدفاع للجيش السوري، قد يرتدّ على لبنان والأردن والعراق”.