Site icon IMLebanon

الخروج من أسر الخوف على الحكومة ؟

الشغور الرئاسي على مسافة أيام من إكمال عامه الأول. وليس في الداخل والخارج، برغم الكلام الكثير والتحركات المسرحية، ما يوحي أننا على أية مسافة من ملء الشغور. فلا محور الممانعة الذي لم يجد مشكلة في التفاهم الأميركي – الايراني يبدو مستعداً لتغيير الحسابات التي دفعته الى الامتناع عن الذهاب الى المجلس النيابي. ولا محور المتابعة اليومية لتجسيد الحاجة الى اتمام الاستحقاق الرئاسي قادر على إكمال النصاب البرلماني لجلسة الانتخاب. ولا المسألة، في الجوهر، مسألة نصاب هو مجرد سلاح تقني في معركة وطنية وسياسية كبيرة.

والمفارقة ان الخوف على الحكومة يتقدم على الخوف من بقاء الجمهورية بلا رأس. والمفارقة الأكبر ان الذين يضعوننا أسرى الخوف المزدوج يبدون مطمئنين الى أنهم لن يدفعوا ثمن تعطيل اللعبة الديمقراطية، ولن يهدد تجميد البلد أرباحهم. لكن من الصعب الهرب الى النهاية من ضرورة الخروج من الستاتيكو الخطير الذي نحن فيه.

والسؤال هو: الى متى يستمر التسليم بهذا الستاتيكو؟ ماذا عن التفكير خارج الصندوق، كما يقال؟ اذا كان من الصعب الوصول الى مخرج من المأزق بالأسلوب التقليدي، فلماذا لا نجرّب الأسلوب غير التقليدي؟ وماذا لو خرجنا من أسر الخوف على الحكومة الى مغامرة التخلي عن الحكومة عبر استقالة قوى أساسية منها؟

مفهوم ان ما نحتاج اليه هو العقل والحكمة، لا المقامرة. لكننا، وسط الحكمة التي لا تقودنا الى مخرج من المأزق، قد نحتاج الى صدمة سلبية قوية عبر سقوط الحكومة من دون قدرة على تأليف أخرى. وليس بعد هذه الصدمة سوى واحد من ثلاثة سيناريوهات.

الأول هو ان تهرول التركيبة السياسية في الداخل والقوى الاقليمية والدولية التي لها مصلحة في الاستقرار في لبنان الى التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية يعيد تسيير آلة السلطة، فنرى حكومة جديدة وجلسات تشريعية في البرلمان وتعيينات في المراكز المهمة وانتخابات نيابية بعد قانون انتخاب جديد.

والثاني هو الذهاب الى ما يخافه البعض ويعمل البعض الآخر للتخويف به: المؤتمر التأسيسي. لكن الذهاب اليه على البارد صعب. والمداولات فيه أصعب. إذ كيف يتفق على نظام سياسي جديد العاجزون عن الاتفاق على انتخاب رئيس وإعداد قانون انتخاب وموازنة؟ وهل تقود أية تسوية مفروضة بالقوة سوى الى حرب أخرى؟

والثالث هو بقاء الوضع على حاله: حكومة تصريف أعمال، لا مجلس يجتمع، ولا رئيس في انتظار كل شيء ولا شيء.

والسؤال هو: أليس من الممكن أن ينطبق علينا قول ماوتسي تونغ ان الأشياء يجب أن تصبح أسوأ لكي تصير أفضل؟