IMLebanon

تجاوز الأزمة ممكن بحكمة المسؤولين والتصرف بعقلانية

مراجع سياسية لـ«اللواء»: الوضع صعب وحسّاس ودقيق جداً

تجاوز الأزمة ممكن بحكمة المسؤولين والتصرف بعقلانية

 

مع دخول استقالة الرئيس سعد الحريري اسبوعها الثاني، وبالتالي دخول البلد في الازمة السياسية الكبرى، لا تزال التأويلات والتكهنات تسيطر على الاجواء العامة في ظل استمرار الغموض عن سبب الاستقالة الحقيقية وتوقيتها.

ومن المتوقع ان تستمر الاتصالات واللقاءات والمشاورات خلال الايام المقبلة للوصول الى قرار نهائي بشأن الاستقالة، لا سيما ان هناك حديثا عن جولة خارجية لوزير الخارجية جبران باسيل الى عدد من الدول في الايام القليلة المقبلة لبحث الازمة اللبنانية، كما ان الانظار متجهة للنتائج التي يمكن ان تسفر عنها زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى المملكة العربية السعودية, والتي تبدأ بعد ظهر اليوم، ومن المنتظر ان تشكل مفصلا مهما في هذا الظرف الدقيق، خصوصا انها تتزامن ايضا مع الاطلالة التلفزيونية للرئيس الحريري، والذي تناول فيها كل مجريات الامور حيث وضع النقاط على الحروف وتظهرت الصورة الحقيقية لوضعه وللالتباسات التي رافقت الاستقالة.

من هنا توقعت مراجع سياسية لـ«اللواء» ان يستمر الرئيس الحريري على موقفه من موضوع الاستقالة, مستبعدة ان يكون هناك تراجع عنها، خصوصا بعد المعطيات التي شرحها خلال مقابلته التلفزيونية، وهي اكدت على ما سبق واعلنه في بيانه الشهير من الرياض يوم الرابع من تشرين الثاني الحالي، اي يوم اعلان الاستقالة، ووصفت المراجع الاوضاع التي يمر بها لبنان بالحساسة والصعبة والدقيقة جدا سياسيا وامنيا، واعتبرت انه لفترة من الفترات مرّ لبنان بأوقات اصعب مما يمر به حاليا لا سيما على الصعيد الامني، واستطاع تجاوزها بحكمة مسؤوليه وشعبه، ولكن المراجع تعترف بأن الظروف السياسية اليوم غير سهلة، وعلى الجميع التصرف بوعي وعقلانية من دون اي تشنجات او اطلاق المواقف العالية النبرة ضد الاشقاء العرب وخصوصا المملكة العربية السعودية، التي وقفت ولا تزال الى جانب لبنان في محنته وعلى مرّ السنوات من اجل مساعدته وتثبيت استقراره ودعم اقتصاده وازدهاره وهذا امر ثابت واساسي، داعية الجميع الى عدم الانجرار الى هذا الامر، وشددت المراجع على اهمية الوحدة الداخلية وعدم السماح لاحد بالاصطياد بالمياه العكرة لتجنيب البلد المزيد من الازمات.

وأبدت المراجع ارتياحها للمواقف السياسية التي تطلق حتى الان وتصرفات المسؤولين اللبنانيين الحكيمة، لا سيما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، متمنية الاستمرار بإتباعها من اجل ابقاء لبنان مستقرا وآمنا، ولكن هذه المراجع عادت لتذّكر بما تعانية المنطقة من ازمات وحروب مستعرة ان كان في سوريا او اليمن او العراق، وترى ان لبنان كان ولا يزال هو الأفضل امنيا رغم ان سوريا هي على حدوده، ولكنه يجهد ومنذ اندلاع النيران حوله بالاستمرار بالعمل لكي يبقى ينأى عنها من خلال وعي المسؤولين والشعب فيه.

وأملت المراجع ان يستمر الوضع الامني مستقرا لأنه، لا سمح الله، في حال حصول اي خرق امني على اي صعيد كان قد ينجر البلد الى مكان لا احد يتمناه، خصوصا ان هناك خوفاً حقيقياً من حصول تفجيرات او اغتيالات للدفع باتجاه زعزعة الاستقرار الامني، ولكنها اشادت بعمل القوى الامنية الساهرة، والتدابير التي تتخذها من اجل الحفاظ على الامن والاستقرار.

وعن الاوضاع الامنية والاقتصادية لا تخفي المراجع خوفها من الصعوبة التي قد نشهدها في الفترة المقبلة على الصعيد الاقتصادي بسبب الضغط السياسي المسيطر على لبنان، ولكنها ابدت ثقتها بالوضع المالي، معتبرة ان لا داعي للخوف على الوضع المالي واستقرار سعر صرف الليرة، والجميع يشهد على حكمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعلى المصرفيين اللبنانيين للحفاظ على الوضع المالي اللبناني.