IMLebanon

أشرف الشحّاذين

أن تذهب الى طهران فأنت وطني…

أن تذهب الى إيران الفارسية فأنت قومي عربي…

أن تذهب الى بلاد العجم فأنت مسلم…

أن تذهب الى بلاد العجم فأنت ممانع ومقاوم…

أن تذهب الى بلاد فارس فأنت غير شحّاذ…

أن تذهب الى بلاد فارس لتتعلم ثقافة الموت… فمن المهم جداً أن يتعلم الإنسان كيف يموت.

أن تعطي إيران بشار الأسد عشرة مليارات دولار أميركي… نعم بشار، رئيس جمهورية، فما هو مبرّر هذا «العطاء»؟

مبرّر هذا «العطاء» محاربة الارهاب.

أمّا قتل أكثر من 300 ألف مواطن سوري وتهجير 11 مليون آخرين يعانون الجوع والعطش ويرمى بهم في الشوارع… فهذا عمل جهادي يستحق العطاء الفارسي.

موظّف أو محرّر سابق في جريدة «السفير» أصبح يملك جريدة يومية فيها مئات المحررين والموظفين… فمن أين له هذا؟ من أين الأموال لهكذا مشروع؟ هل جاء المال بالأعمال الوطنية، أو بالأخلاق الوطنية، أو بشحاذة المقاومة؟ أو بالتسوّل من الإيراني؟ وهذا عمل شريف نظيف لا غبار عليه.

وبالعكس.. فهذا قمة الوطنية، وهو أيضاً قمة الأخلاق، وإلى ذلك هو قمة الضمير.

إعلامي آخر سابق في قناة «الجزيرة» أسّس قناة جديدة بلغت تكاليفها نحو مئة مليون دولار أميركي.

وزعيم سياسي مشهور بالعفة وبالأخلاق، وكان حوّل 50 مليون دولار من أموال الشعب الى رصيد زوجته في فرنسا… «أنجز» فقط خمسة حروب في لبنان، وتسبب بآلاف القتلى، وبكثير من التهجير والويلات…

ويبدو أنّ المشكلة هي خلو بعض البيوت من المرايا… وإلاّ لكان هذا الذي يتحدث عن «الشحاذة» نظر فيها وعرف مَن هو الشحّاذ، ومن هو المتسوّل على أبواب السفارات.

والأنكى أنّ هذا المدعي والفريق الذي ينتمي إليه هم هكذا ولكنهم يسوقون الاتهامات قياماً وقعوداً، ويحاضرون في العفّة، ثم لا يتورّعون عن توجيه اتهامات الفساد ليس الى أشخاص ومؤسسات وحسب بل الى دول بذاتها… ولكنهم مرتاحون ولا يرف لهم جفن أمام ثروة الخامنئي البالغة 95 مليار دولار… فهذا مال نظيف بينما الشعب الايراني يعاني شظف الحياة وقسم كبير منه تحت خط الفقر، علماً أنّ الشاهنشاه (ملك الملوك) محمد رضا بهلوي، امبراطور إيران السابق، لم تصل ثروته الى جزء محدود مما وصلت إليه أموال الحلال لدى الخامنئي.

وأمّا سرقة أموال العراق عن طريق حليفهم نوري المالكي وأيضاً بواسطة قاسم سليماني (الحاكم الفعلي للعراق وسوريا) وهو رئيس «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، فحلال زلال عليه أن يحصل على نحو خمسة مليارات دولار من «حصته» في النفط العراقي! وهذا لا يستثير حمية أحد الكتبة الذي يتطاول على الشرفاء…

وربما بالقدر ذاته لا يحركه نظام ولاية الفقيه الذي يحرك الفتنة الكبرى في المنطقة بين الشيعة والسُنّة.

باختصار… إنّ هؤلاء الذين يرشقون بالحجارة بينما بيوتهم من زجاج (كما قلنا لهم سابقاً هنا) فإنهم الى مزبلة التاريخ، وسيكون حسابهم عسيراً في الدنيا والآخرة.