IMLebanon

إنضمام فرنسا الى لجنة المراقبة… وخلفيّات الإعتراض “الإسرائيلي “

الإليزيه على خط الأزمة…تواصل مع المكوّنات السياسيّة

 

بعد أخذ ورد من قبل العدو “الاسرائيلي”، تم الإتفاق على انضمام فرنسا الى آلية الإشراف على الإتفاق على وقف إطلاق النار، بعد فترة من الإعتراض “الإسرائيلي” .ومع تخطي عقدة مشاركة باريس في اللجنة، إلا ان ذلك لا يلغي التحفظات “الإسرائيلية” حول الدور الفرنسي في اللجنة، حيث من الواضح ان إهتمام باريس بالملف اللبناني، أزعج “تل أبيب” بالصميم، على حد قول مصادر متابعة للتحرك الفرنسي في لبنان، نظرا للعلاقة السياسية بين باريس وبيروت من جهة ، ولأسباب سياسية واستراتيجية.فلا احد من الدول الغربية قادر على القيام بدور في الحرب الدائرة بين حزب الله و”اسرائيل” كما تفعل فرنسا، عدا ذلك يمكن لباريس ان تلعب دور الوسيط في المستقبل بين واشنطن وطهران بالملف النووي، وهذا ما تعجز عنه دول الإتحاد الأوروبي، بسبب مواقف تلك الدول من حرب لبنان وغزة.

 

يسجل لباريس عدة خطوات لمصلحة لبنان، فمؤتمر باريس الذي عقد في الرابع وعشرين من الشهر الماضي، وأقر مبلغ مليار دولار، اتى في سياق المساعي لمساعدة لبنان.ويسجل لفرنسا نقاطا إيجابية لصالح لبنان، اذ سبق لباريس إدانة العدوان “الإسرائيلي”، وقد شكلت المواقف الصادرة عن الرئيس إيمانويل ماكرون في فترة معينة، صدمة سلبية لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو والدول الداعمة للحرب على حزب الله وغزة.ومن المتعارف عليه دائما ان الموقف الفرنسي غالبا ما يكون خارج السياق الأوروبي.ومن بداية الحرب برز التضامن مع لبنان حيث عبر الرئيس ماكرون عن سعيه لوقف الحرب، والاستعداد لمساندة اللبنانيين في المحنة الحالية، ودعوة “اسرائيل” لوقف الحرب على لبنان.

 

تسعى الديبلوماسية الفرنسيّة لأن يكون لها بصمة ودور خاص لحماية لبنان.ومن منطلق الحرص على أمن لبنان، دعا الرئيس ماكرون لوقف امداد “إسرائيل” بالأسلحة مما تسبب بتوتر سابق في العلاقة بين فرنسا و”إسرائيل”، وصل لدرجة وصف فيها نتنياهو الموقف الفرنسي بالعار التاريخي، مع ان باريس لا ترغب بقطع العلاقة مع “اسرائيل” او تعريضها للاهتزاز، لكن الديبلوماسية الفرنسية تتطلع من البداية لوقف الحرب والمطالبة بوقف توريد الاسلحة لـ “إسرائيل”، في اطار المسعى لفرض السلام على صعيد المنطقة.

 

 

كما تسعى فرنسا لتجديد حضورها في الملف اللبناني، وبالمقابل لا تريد ان تفقد اوراق قوتها في الشرق الاوسط، وتسعى لعلاقة جيدة مع لبنان وكل الأفرقاء، فهناك تواصل مع جميع المكونات السياسية من المعارضة في البرلمان، الى نواب حزب الله. وينقل عن العارفين في السياسة ان العلاقة مع حزب الله انعكست في خطاب الأمين العام السيد نعيم قاسم، الذي تعهد فيه الإلتزام بالطائف وانتخاب رئيس جمهورية، وهذا الإهتمام الفرنسي هو من دون شك له خلفيات عديدة وتأثيرات على المدى الطويل، فباريس تسعى الى أدوار استثنائية في بلد له مكانته الخاصة ربطا بموقعه الإستراتيجي والحيوي في المنطقة .