IMLebanon

لجنة المراقبة تلتزم برنامج مهامها على الرغم من التأخير

 

 

أسباب متعددة وراء مرور الوقت لتمكين طرفي الحرب من إنجازات لوجستية

 

 

طرحت تساؤلات عديدة عن اسباب تأخر اجتماعات لجنة المراقبة الدولية، التي ترأسها الولايات المتحدة الأميركية وعضوية كل من لبنان وفرنسا وإسرائيل والامم المتحدة، والمكلفة تنفيذ القرار الدولي رقم١٧٠١، وتقصِّي خرقه من اي جهة كانت، واقتراح الإجراءات المتوجبة لازالتها، بالرغم من الحاجة الضرورية، لمباشرة عملها ميدانيا، لوضع القرار المذكور موضع التنفيذ، ولتسريع الخطى لانهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الجنوبية، وتسهيل نشر الجيش اللبناني، وسحب عناصر واسلحة حزب الله من المنطقة.

وبينما كان رئيس اللجنة الاميركي الجنرال جاسبر جيفرز اول الواصلين إلى لبنان على رأس وفد عسكري، بعد أيام معدودة من سريان موعد اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي، وباشر على الفور لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم قائد الجيش العماد جوزيف عون، لوضع الترتيبات اللوجستية اللازمة لبدء عمل اللجنة، تأخر وصول ممثل فرنسا الجنرال غيوم بونشان لبضعة ايام اضافية، ما اعتبره البعض احد اسباب تأخر بدء اجتماعات اللجنة المذكورة.

 

وفي ضوء التباين الحاصل بين من يعتبر ان بدء اجتماعات اللجنة بالامس، أمر طبيعي وضمن المهلة المعقولة زمنيا، بعد وضع الاسس والتحضيرات المطلوبة لوجستيا، للقيام بالمهمات المنوطة بها، ولمباشرة عملها على الارض ميدانيا، هناك من يعتبر أنه كان بالإمكان اختصار الوقت اللازم لمباشرة عمل اللجنة بمدة زمنية اقصر مما حصل، نظرا للحاجة الملحّة لمباشرة عمل اللجنة،لتثبيت وقف اطلاق النار ورصد الخروقات، من أي جهة تحصل، ومكافحتها وتسهيل عودة النازحين الى ديارهم ومناطقهم.

هناك من يردد بأن تأخير اجتماعات لجنة المراقبة سببه، اعطاء مزيد من الوقت لقوات الاحتلال الإسرائيلي، لكي تتمكن من تدمير اهداف ومواقع وتحصينات عسكرية لحزب لله، لم يتسنَّ لها القيام بها، لازالة تهديداتها ومخاطرها نهائيا في المستقبل، لاسيما بعدما التقطت إشارات قوية، بأن اللجنة لن تتهاون بأي خرق لاتفاقية وقف اطلاق النار، من اي جهة كانت، وستتشدد في مهامتها لاقصى الحدود فور مباشرة عملها ميدانيا على الارض.

 

وفي المقابل، يعتبر البعض ان التأخير هو مطلب ضروري لحزب لله ايضا، ليتمكن من اخراج العديد من عناصره وسلاحه الثقيل ومعداته العسكرية من الانفاق والتحصينات التي اقامها في المناطق والقرى التي يشملها الاتفاق جنوب نهر الليطاني، وسحب جثث الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الحرب، ولم يتمكن من اخلائهم، بسبب ضراوة المواجهة العسكرية.

وأياً تكن الاسباب، سياسية ام تقنية، او متداخلة معا، فإن اللجنة الدولية لمراقبة وقف اطلاق النار، بدأت اجتماعاتها بالامس، لانها معنية بالالتزام للقيام بمهامها في أسرع وقت ممكن، استنادا إلى قرار تشكيلها وصلاحياتها بمنع خرق القرار الدولي رقم١٧٠١، واتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة لمنع تكرار الخروقات، لان التأخير المتعمد او التغاضي عن الخرق من اي جهة كانت، وتحت أي سبب، سيعرض صدقية اللجنة للشك ومهمتها للفشل في تطبيق الاتفاق، ما يهدد بالعودة إلى حالة الفوضى وعدم الاستقرار الامني بالمنطقة، وهذا مستبعد وغير مسموح به،استنادا إلى المواقف الدولية.