IMLebanon

الأسد يريد شراء لبنان بـ»قنينة» اوكسيجين  

 

 

زار وزير الصحّة د. حمد حسن سوريا، بعد رفض رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب التواصل مع السوريين من أجل حل قضية الاوكسيجين المخصّص للمستشفيات، علماً أنّ نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون كان قد صرّح بأنه لا يوجد نقص في مادة الاوكسيجين في لبنان، وأضاف أنّ هناك مصْنَعيْـن كبيرين للاوكسيجين يلبّيان حاجة للبنان.

 

بالرغم من ذلك ذهب الوزير حمد حسن الى دمشق، والتقى نظيره السوري د. حسن الغبّاش بهدف إيجاد حل لمشكلة النقص في الاوكسيجين في المستشفيات اللبنانية.

 

ويُقال إنّ باخرة محمّلة بالاوكسيجين تعذّر تفريغ حمولتها بسبب أحوال الطقس وارتفاع موج البحر.

 

أسفرت الزيارة عن تأمين ثلاث شحنات من الاوكسيجين حيث وصلت أمس شحنة أولى فيما تصل بقية الشحنات خلال 3 أيام، ريثما تكون العاصفة هدأت واستطاعت الباخرة تفريغ حمولتها.

 

في نهاية الزيارة عقد حسن مؤتمراً صحافياً مع نظيره السوري. قال وزير الصحّة اللبناني: «إنّ ليس عند الضِيق سوى الشقيق والصديق، حيث تم الإتصال مباشرة بإخواننا السوريين الذين لم يتأخروا في إبداء موافقتهم وتزويد لبنان بكميات تصل الى 75 طناً من الاوكسيجين».

 

السؤال الذي يطرح نفسه: كيف جاءت مشكلة النقص في تقرير يقول إنّ مستشفى «دار الأمل» في بعلبك يعاني من مشكلة نقص في الاوكسيجين، وهذا المستشفى تابع لـ»الحزب العظيم». فكيف لا يلبّي الوزير حمد الحسن النداء؟؟؟

 

منذ يومين وفي «عز» الأزمة أجرت إحدى قنوات التلفزة اللبنانية جولة «هاتفية» على جميع الأراضي اللبنانية، حيث كان المذيع يتصل بالمستشفيات ويسجّل جوابها، وبالفعل لم يعلن أي مستشفى عن أي مشكلة.

 

المصيبة أنّ الوزير حمد حسن حصل على الاوكسيجين المطلوب لا عبْر الأخوّة والصداقة كما يدّعي، بل حصل عليه مقابل 30 ألف لقاح «كورونا» من فئة «فايزر». وبمعنى أدق، ان لبنان بحاجة الى اوكسيجين، وسوريا تحتاج اللقاح، والحصول على اللقاح أصعب بكثير، لأنّ الشركات المنتجة تعاني من كثرة الطلب وقلّة الإنتاج.

 

شكراً لمعالي وزير الصحّة حمد حسن، على نخوته العربية، وذهابه الى سوريا للحصول على مادة الاوكسيجين التي أصبحت اليوم، وفي ظل جائحة «كورونا»، علاجاً أساسياً وحقيقياً، ولكن كنا نتمنى على الوزير حمد حسن أن يخفّف من «تصويره» النظام السوري وكأنه نظام صديق وأخ، خصوصاً وأنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين ينظرون الى هذا النظام نظرة عداء خصوصاً وأنّ النظام السوري حكم لبنان منذ عام 1975 وحتى العام 2005، ولولا اغتيال شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري، ولولا القرار 1559 والقرار 1701، لما كان النظام السوري غادر لبنان بعدما حكم هذا البلد سنوات طويلة.

 

وللتذكير فقط.. فإنّ الكثير من الإغتيالات السياسية تمّت خلال وجود هذا النظام نذكر منها:

 

– الزعيم طوني بك فرنجية 1976

 

– الزعيم كمال جنبلاط 1977

 

– النقيب رياض طه 1980

 

– سليم اللوزي 1980

 

– الرئيس بشير الجميّل 1982

 

– الرئيس رشيد كرامي 1987

 

– الرئيس رينيه معوّض 1989

 

– المفتي الشيخ حسن خالد 1989

 

– جبران تويني 2005

 

– سمير قصير 2005

 

– جورج حاوي 2005

 

– الرئيس رفيق الحريري 2005

 

– الوزير باسل فليحان 2005

 

– النائب بيار أمين الجميّل 2006

 

– النائب وليد عيدو ونجله خالد 2007

 

– النائب انطوان غانم 2007

 

– الوزير محمد شطح 2013

 

من ناحية ثانية، وأيام حكم السوريين كان السوريون هم الذين يعيّنون رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة والوزراء والنواب، حتى تصل الأمور الى أصغر موظف في الدولة. كل هؤلاء كانوا بحاجة الى موافقة من النظام السوري.

 

وللتاريخ نقول إنّ المسيحيين وعدداً كبيراً من أهل السنّة كانوا ضد الوجود السوري في لبنان.

 

لذلك، ما قام به الوزير مقبول على الصعيد الإنساني. لكن نحبّ أن نذكّر أنّ لبنان يعاني إقتصادياً وإجتماعياً وإنسانياً، بسبب وجود مليون و500 ألف مواطن سوري، هربوا من بطش وقتل النظام السوري. ولبنان لم يتفوّه بأي كلمة. فيا معالي الوزير 75 طناً من الاوكسيجين لا تعني شيئاً مقابل ما يقدّمه الشعب اللبناني للشعب السوري. علماً انك دفعت 30 ألف لقاح بدل 75 طن اوكسيجين.

 

من ناحية أخرى، جاء تصريح وزير الصحة السوري بأنّ الزيارة رسالة سياسية مهمّة. ما يكشف أنّ زيارة الحسن لم تكن بريئة، ولم تكن لمعالجة أزمة الاوكسيجين، الذي يطلبه وسبحان الله ما هذه الصدفة، حين يطلبه مستشفى تابع للحزب السياسي الذي يمثله الوزير.

 

يا معالي الوزير: إنْ كنت تظن أنّ قنينة اوكسيجين تستطيع أن تشتري ضمائر اللبنانيين فأنت واهم وغلطان.