IMLebanon

صفحة سعودية – روسية جديدة ؟

تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي لموسكو تلبية لدعوة من الحكومة الروسية، ومحادثاته مع فلاديمير بوتين والمسؤولين الروس، على مفترقات إقليمية مهمة تتصل بمروحة واسعة من الملفات والأزمات، التي يمكن أي تفاهمات بين البلدين ان تؤثر فيها وتساعد على إيجاد الحلول السليمة لها.

يعرف القادة الروس ان السعودية تلعب دوراً مرجعياً ومحورياً وإستراتيجياً في العالم العربي ومنطقة الخليج، وقد برزت فاعلية هذا الدور أكثر فأكثر اولاً بعدما تشكّل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في مؤتمر جدة، وثانياً بعدما أطلق الملك سلمان “عاصفة الحزم” لإسقاط الإنقلاب الحوثي في اليمن ووقف العربدة الإيرانية التي مضت بعيداً في تدخلاتها في الدول العربية .

ويعرف المسؤولون السعوديون ان روسيا يمكن ان تلعب دوراً ايجابياً في حلحلة الأزمات التي تعصف بالمنطقة، وخصوصاً الأزمة السورية التي يبدو ان موسكو بدأت تعمل أخيراً بوحي ما قاله أحد ديبلوماسييها لوفد خليجي “ان ما يهمنا هو الحفاظ على مصالحنا الإستراتيجية وضمان مستقبل الأقليات ووحدة سوريا ومحاربة المتطرفين”، وهذا يتلاقى مع نظرة الرياض التي ترى ان بشار الأسد قد انتهى.

في الواقع هناك نوع من الهواجس المتقاطعة ضمناً بين روسيا والسعودية ازاء الموضوع النووي الإيراني، فموسكو التي ساعدت طهران نووياً تتحسس ان الإيرانيين سينزلقون الى أحضان اميركا بعد توقيع الإتفاق ورفع العقوبات، ولهذا فإن من مصلحتها الملحّة تعميق التعاون مع السعودية بما يوازن علاقاتها الخليجية والعربية.

في المقابل، تراقب السعودية منذ عامين إنزلاق الإدارة الأميركية وتهافت اوباما المتزايد على ايران وهو ما يتعارض مع مصالح حلفائه التاريخيين في الخليج الذين يشكون من التدخلات الايرانية التخريبية، ولهذا فإن تعميق التعاون وتوسيع إطار التفاهم مع روسيا الدولة الكبرى يساعد على ايجاد توازن يخدم الدور السعودي المحوري في الإقليم .

ملفات المحادثات بين بوتين والأمير محمد كثيرة متشعبة ومتصلة، من محاربة “داعش” والمنظمات الإرهابية وضرورة كسب المعركة ضد المتطرفين، الى سوريا التي باتت ايران تديرها، الى العراق الذي يعمّق التدخل الإيراني فيه الضغائن المذهبية بما يخدم “داعش”، الى ليبيا التي تنزلق الى الصوملة، الى اليمن وإنقلاب الحوثيين على الشرعية وعلى القرارات الدولية لحلّ ازمتها التي طالما دعت موسكو الى إحترامها، أضف الى ذلك علاقات التعاون المتبادلة والتعاون العسكري بين البلدين وموضوع أسعار النفط الذي يكتسب أهمية لدى الطرفين.

العلاقات السعودية – الروسية ضاربة في القدم والزيارات المتبادلة على مستوى القمة كثيرة وقد ساعدت دائماً في ترسيخ العلاقات وتمتين التعاون لدعم الإستقرار والأمن في الإقليم، وواضح ان زيارة الأمير محمد مقدمة لقمم جديدة بين البلدين