IMLebanon

أبو الحسن لـ “الديار”: إسرائيل سخّرت التكنولوجيا لجريمة بشعة بتنا على مشارف مواجهة متصاعدة قد تودي بنا نحو المجهول 

 

 

رسمت التطورات الدراماتيكية المتسارعة مشهداً جديداً في الساحة الداخلية، بات فيها التصعيد العسكري هو العنوان المسيطر، بعدما تجاوزت “إسرائيل” كل قواعد الاشتباك ونفّذت ضربتين أمنيتين ارتقت إلى مستوى الجرائم الكبرى، ما ينبئ بمرحلة جديدة من المواجهة على الجبهة الجنوبية.

 

وفي هذا السياق، ندّد عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب هادي أبو الحسن “بهذا العدوان المستنكر والجبان الذي يأتي في سياق العدوان المستمرّ على غزة والضفة ولبنان منذ 7 تشرين وحتى اليوم، وقال لـ “الديار” أن “هذا الأسلوب المجرم الذي حاول أن يقتل الآلاف من المواطنين، بغض النظر عن انتمائهم، هو جريمة بشعة مستنكرة سخّرت التكنولوجيا التي تمتلكها إسرائيل لتؤدي هذا الغرض فهذه عملية بشعة، وهذا أسلوب أقل ما يقال فيه انه قذر ويفتقد أبسط القواعد التي تعتمد في الحروب والمواجهات، وهذا ليس غريباً على العدو الإسرائيلي الذي نشأ على الدماء والقتل والتدمير والتهجير والاستيطان، هذا العمل الجبان يعبر عن حقيقة وهوية هذا العدو، وهذا يؤسِّس إلى تصاعد وتيرة الحرب بشكل قد لا يستطيع، في نهاية الأمر، أحد ضبط نتائج هذه المواجهة”.

 

وحول تزايد احتمالات الحرب الموسّعة، يرى “إننا بتنا على مشارف مواجهة متصاعدة قد تودي بنا إلى المجهول، في ظل المخطّط الجهنمي التي تقوم به “إسرائيل” من خلال سحق غزة وتهجير أهلها، ومن ثم محاولة تهجير أبناء الضفة تمهيداً لإسقاط فكرة حلّ الدولتين أو إقامة دولة فلسطينية، هذا السياق مستمرّ ويبدو بعيد المدى وطويل”.

 

وعن اليوم التالي بعد ما نفّذته “إسرائيل” من إرهاب، يقول “يبدو أننا متّجهون إلى التصعيد بحسب ما أعتقد، رغم صعوبة الضربة وقساوتها والخسائر التي تكبّدتها المقاومة، لا أعتقد أنها ستتراجع أو ستضمحل أو ستنكفىء، إنما على العكس فالمواجهة ستستمرّ، نأمل أن تكون كل الخطوات محسوبة، كيلا تتفلّت الأمور بشكل مطلق وندخل في المجهول الذي نخشى منه، وخصوصاً أن نتنياهو متعطِّش للحرب ومتعطِّش للدماء، لأنه من الناحية السياسية فإن نشوب الحرب سيكون لمصلحته بحسب ما يعتبر هو، وذلك بهدف حماية نفسه، وليقول للمستوطنين والإسرائيليين إنها الفرصة لتحقيق الحلم التاريخي بتوسيع الأراضي المحتلة تحقيقاً لشعار إسرائيل الكبرى، وهو سيستفيد من هذا الترهّل أو هذا الفراغ، وهذا الوقت الضائع للتحضير للانتخابات الأميركية التي ستجري في تشرين الثاني، وسيبتزّ فريق الديموقراطيين، كما فريق الجمهوريين، لأنهم بحاجة إلى استقطاب الناخبين، لذا هو سيبتزّ إلى أقصى الحدود، وهو يتكئ على البوارج الأميركية في البحر كي يحمي نفسه فيما لو توسّعت الحرب”.

 

وعن حالة التضامن بين اللبنانيين التي تمثّلت في اليومين الأخيرين، يؤكد أبو الحسن، انه “مشهد معبِّر ورائع رغم كل شيء، فالقوى الأساسية في المعارضة قالت كلاماً متقدماً، وهذا يتوقف عنده المرء، والمهم أن نترجم هذا الأمر في تضامن وطني إلى أقصى الحدود، وعسى أن يؤسِّس هذا الموضوع لنوع من فتح الخطوط، أو الحوارات أو القرار الكبير المطلوب من كل الأطراف من أجل الوصول إلى تسوية تؤدي إلى تحصين الدولة في لبنان، وننتخب الرئيس العتيد للجمهورية على رغم المخاطر المتوقعة من توسعة الحرب، لأننا يجب اليوم أن نستفيد من حالة التضامن هذه، علنا أن نستفيد من شراسة العدوان الإسرائيلي ونتوحّد أكثر ليس فقط بالموقف الوجداني والوطني العام، بل أن ننتج رئيساً للبلاد، ونمكِّن مؤسسات الدولة بدءاً من رئيس الجمهورية، وصولاً إلى كل المؤسسات، وبالتحديد احتضان ودعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى”.