Site icon IMLebanon

مستوطنة فلسطين في دولة اسرائيل

 

ليس لعاقل ان يقبل بمشروع الرئيس الاميركي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني او العربي الاسرائيلي. فهذا المشروع لا يلقي بالاً الى الشعب الفلسطيني ولا يعتبره موجوداً في الأساس، وينطلق في الشكل والمضمون من إيمان عميق بإسرائيل التوراتية وبحقها في الوجود في كامل أراضي فلسطين التاريخية. اما الفلسطينيون فليسوا الا مشكلة سكانية طارئة سيجد ترامب حلاً لها في إقامة مستوطنة عربية فلسطينية او اكثر داخل دولة اسرائيل الكبرى.

 

لم يهتم ترامب بما فعله اسلافه في الرئاسة الاميركية من اجل تسوية مقبولة في الشرق الأوسط، من كارتر الى بوش الأب فإلى كلينتون، ولم يُلق بالاً الى مقررات الأمم المتحدة بشأن فلسطين، ونسي مبادرة جامعة الدول العربية في قمة بيروت 2002… كل ما فعله هو استدعاء نتنياهو ومنافسه بني غانتز للجلوس الى جانبه وخلع الهدايا على دولة اسرائيل من كيس فلسطين والعرب.

 

وموسم الهدايا لم يبدأ هذا الأسبوع، فمنذ الإعلان عن صفقة القرن كما يسميها الاميركيون، قبل عامين، تبرع ترامب بجعل القدس عاصمة لاسرائيل، وابلغ العالم ان الجولان المحتل هو جزء من الدولة العبرية، وفي حزيران الماضي عُقدت الحلقة التمهيدية الاولى للصفقة في البحرين…

 

طوال هذا الوقت كان الفلسطينيون سلطة وحماس وجهاداً وآخرين يعرفون تماماً الى أين سيصل الرئيس الاميركي، وكان قادة الإقليم الأكثر رغبة بتحرير القدس منهمكين في تنظيم ميليشياتهم المذهبية للسيطرة على العراق وسوريا ولبنان واليمن، وظهر من يكرر ان طريق القدس يمر من حلب…

 

الآن، ينبغي القول مجدداً: كفى لعباً. وكفى حرقاً للأعلام والدواليب الإمبريالية، والأهم كفى خطابات من هنا وهناك، فليس غير ابناء فلسطين الموحدين على ارض فلسطين نفسها من هو قادر على قلب المعادلة، فاذا حصل ذلك يمكن ضمان تراجع ترامب عن صفقته وعودة نتنياهو الى الاعتراف بوقائع التاريخ والجغرافيا.